الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التكسب عن طريق مشاهدة الإعلانات

السؤال

أريد السؤال عن المال المقدم من موقع لا يطلب إلا ضغط الأرقام الموجودة أعلى إعلانات بالموقع، وعمل دعوات للأصدقاء للاشتراك. وشكرًا، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالتكسب عن طريق مشاهدة الإعلانات، لا يخلو من محاذير غالبًا، وسبل الكسب الحلال كثيرة لمن تحراها وابتغاها، فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، اتقوا الله، وأجملوا في الطلب؛ فإن نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حرم. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.

ومن المحاذير التي لا يخلو منها الضغط على الإعلانات، هو: ما تشتمل عليه تلك الإعلانات من مخالفات، كالترويج للقمار، والربا، والفسوق، وغير ذلك مما لا تسلم منه غالبًا، وما كان كذلك، فلا يجوز التكسب من مشاهدته.

وهنالك محذور آخر أيضًا وهو: أن تلك الشركات أو المواقع تتعاقد مع أصحاب الإعلانات على ترويجها، فتتعاقد هي مع قلة من الناس، تعطيهم أجرًا مقابل الضغط عليها مرة أو مرات كثيرة، ولو لم يقرؤوها، ولم يعلموا ما تضمنته، فلا يتحقق غرض أصحابها ويكون ذلك من الغش والتحايل عليهم؛ لأن الشركة أو الموقع سيوهم أصحاب الإعلانات بكثرة من شاهدوا الإعلان، وتأخذ مقابل ذلك، والحقيقة أن الإعلان لم يشاهده إلا قلة، ومن ثم؛ فيحرم ذلك؛ لما يترتب عليه من أكل أموال الناس بالباطل.

وإذا كان كذلك؛ فلا نرى جواز التكسب من تصفح تلك الإعلانات، ولا الدعوة إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني