الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحريم السخرية من المسلم بالمحاكاة وغيرها

السؤال

ما حكم من يقلّد الأعجمي في نطقه بعض آيات القرآن بطريقة خاطئة، على سبيل السخرية منه، كأن يقرأ آية قرآنية، ويستبدل حرف الحاء بالهاء، سخريةً من الأعجمي.
هل هذا من الاستهزاء بآيات الله، الذي يخرج من الملّة، علماً بأن من يفعل هذا، يفعله بقصد الاستهزاء بالأعجمي، وليس بقصد الاستهزاء بالقرآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الفعل محرم بلا شك، ويجب النهي عنه؛ لتحريم السخرية بالمسلمين، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ {الحجرات:11}.

فلا يجوز لأحد أن يسخر من أحد، لا بمحاكاته في طريقة نطقه، ولا بغير ذلك من وجوه السخرية؛ قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب:58}. فيجب نهي من يفعل هذا الفعل من السخرية بالأعاجم أو غيرهم.

وأما أن هذا من الاستهزاء بآيات الله، فلا يظهر هذا؛ لأنه إنما قصد السخرية بالشخص لا بالقرآن، وإن كان الفعل قبيحا منكرا، ويزيده قبحا ما قد يوهمه من الاستهزاء بآيات الله، فيجب نهي فاعل هذا الأمر نهيا بليغا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني