الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الالتزام لا يعني ترك المباح والترفيه عن النفس وتحريم كل شيء

السؤال

بدأت الالتزام، وبعد فترة ألاحظ أن الله يحرم علي كل شيء، ليس فقط الحرام، ولكن حتى الترفيه كالتلفزيون، والخروج مع الأصدقاء، وقراءة القصص، وأشياء أخرى كثيرة.
وبصراحة ألاحظ، -ومن المؤكد أنك تعرف- علامات أو مشاكل، أو تضييق يحصل أول ما أفعل هذه الأشياء، وكأنها حرام.
فهل أتجاهل هذه الابتلاءات والعلامات، وألتزم بالشرع، أم أحرم على نفسي كل شيء؟
كلما فعلت شيئا من هذه الأشياء، تأتيني الابتلاءات بشكل غير عادي، وكأنها حرام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس حراما إلا ما حرمه الله في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، فمشاهدتك للتلفاز إن كانت تقع على أشياء مباحة، فهي مباحة، وقد تكون مستحبة إن كنت تشاهد ما يعينك على طاعة الله تعالى؛ كمحاضرات نافعة، أو نحو ذلك.

وخروجك مع أصدقائك إن خلا عن المنكر، فليس هو محرما، وإن اشتمل على طاعة كمدارسة علم، أو نحو ذلك، فهو مشروع.

وقراءة القصص الخالية عن المحاذير الشرعية، ليست محرمة كذلك.

وما يعرض لك من ابتلاء ليس متعلقا بفعل هذه المباحات إن كنت تفعلها على الوجه المأذون فيها، فلا تربط بين هذا وهذا، ولا تحرم على نفسك ما أحل الله لك، لأجل هذه الأوهام التي تعرض لك.

واجتهد في طاعة الله تعالى بفعل ما افترضه عليك، وترك ما نهاك عنه، ثم اجتهد بعد ذلك في فعل المستحبات وترك المكروهات؛ فإن هذا هو الالتزام الحقيقي، لا تحريم الحلال وتجنب المباحات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني