الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الشعور بتفضيل النفس على الناس

السؤال

أنا فتاة أبلغ ١٨ عاما، منذ سنتين تقربت إلى المولى عز وجل، ولكن بقيت في قلبي آثار من الذنوب، فأنا كلما عملت عملا صالحا، أشعر وكأني أفضل من الناس حولي، وأنهم لاهون عن الله. أشعر بالخوف، وأنزعج كثيرا كلما حدث ذلك الموقف.
فما هو العلاج جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي هداك للاستقامة، ثم اعلمي أن العبد يسير إلى الله تعالى بين الخوف والرجاء.

فهو خائف من ذنوبه لا يرى لنفسه على أحد فضلا. وهو راج لفضل الله تعالى، طامع في رحمته، يرى أن عمله قليل يسير، ولكنه يطمع في عفو الله وكرمه. وأن يتقبل منه هذا القليل، ويثيبه عليه.

ويرى كذلك أن الفضل والمنة لله تعالى فيما هو مقيم عليه من الطاعة، فالله هو الذي منَّ عليه بالتوبة، وهو الذي من عليه بالعمل الصالح، وهو المسؤول أن يمن بالقبول، قال تعالى: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ {النور:21}.

فإذا استشعرت فضلك على الناس، فعالجي ذلك باستحضار تقصيرك وتفريطك، واستحضار نعمة الله عليك، واستشعار أن ما أنت فيه من الطاعة، إنما هو محض جوده سبحانه، وإذا خفت وانزعجت، وتملكك القلق من خوف الذنوب، أو خوف الرياء والعجب ونحو ذلك، فاستحضري صفات جمال الرب تعالى، وسعة كرمه، وعظيم بره وجوده ولطفه، وأحسني ظنك به، وأملي في جوده وكرمه وعظيم رحمته.

فإذا سرت بين الخوف والرجاء وألزمتهما قلبك، فأنت على خير عظيم إن شاء الله، ويرجى لسالك هذه الطريق أن يكون من الناجين الفائزين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني