الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول الصلاة لا تدخل في باب الكفر

السؤال

علمت أن تأخير الصلاة حتى فوات وقتها كفر، فما حكمي لو سهرت بدون عذر شرعي، ونمت قبلها بساعة، وضبطت المنبه، وأنا نومي ثقيل، رغم معرفتي أن احتمال استيقاظي قليل، حوالي 30٪ ، وفوق هذا كله وضعت غطاءً فوق الأذن لبرودة الجو، ولأني أحسست أني لن أستيقظ(والله أخاف من الكفر ولكن لا أدري لماذا ساعدت نفسي على هذا) بحيث أصبح صوت المنبه أضعف بقليل، ولكن لا يزال مسموعا بدرجة لا بأس بها. فهل أكون بذلك متعمدا لإضاعة الصلاة، حتى عندما جربت الوضع وأنا مستيقظ لأتاكد من صوت المنبه، فزعت أصلا من صوته.
ثانيا: حصل أني في مرة استيقظت قبل الشروق بخمس دقائق، وعندما بدأت الصلاة كان هناك وقت كاف فقط إما لأداء السنة، أو لصلاة الفجر. ومع ذلك بدأت بالسنة رغم معرفتي بأولوية صلاة الفجر، والله ما كنت أريد الكفر، بل إني أخافه كثيرا. فهل هذا تعمد؟
ثالثا: حصل أني استيقظت لصلاة الفجر، وتوضأت ولكن نمت على ظهري مدة نصف ساعة، وكان جسمي ليس به تقلبات في الغازات، وعندما استيقظت صليت الفجر على أساس أني لم أعتقد أني أحدثت أبدا، ورغم شكي في صحة وضوئي وصحة صلاتي بشكل كبير(على أساس أني نمت، وقد قرأت في فتاواكم عن حكم وضعيات النوم) ولكن لم أعدها ولم أتوضأ رغم أني والله لو قال لي أحدهم إن صلاتي باطلة لأعدتها وأنا ساعتها لم أعرف حكم ترك الصلاة، ولكن كنت أعرف أن الحنفية كفروا من صلى وهو يعلم أنه ليس متوضئا. فما حكمي؟
وآخر شيء: أني استيقظت اليوم لصلاة الفجر على الأذان، وكنت منهكا، فضبطت المنبه ليرن مرتين بعد ربع ساعة على أساس أني لن أستغرق في النوم، وفاتني وقت الصلاة. أنا كان عندي بعض الشك في موضوع القدرة على الاستيقاظ خاصة أن أبي يأخذ المنبه في أوقات كثيرة، ولكن لو علمت أني لن أستيقظ لبادرت بالنهوض من فوري؛ لأني لا أريد تضييع الصلاة؛ خاصة وأني أخاف الكفر طول الوقت وأثناء قيامي بكل ما سبق، ولم أكن أريده أبدا.
أرجوكم أجيبوني بسرعة جدا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كثرت أسئلتك المليئة بالوساوس، وقد حذرناك من الوساوس مرارا، وها نحن نعيد تحذيرك منها، ثم اعلم أن كثيرا من أهل العلم يرى أن تعمد تأخير الصلاة ليس كفرا، وإنما هو كبيرة من الكبائر، وانظر الفتوى رقم: 130853، والنوم قبل دخول وقت الصلاة لا حرج فيه، ويستحب الأخذ بأسباب الاستيقاظ، وعليه فلا حرج عليك في نومك المذكور قبل دخول وقت الصبح ما دمت تأخذ بأسباب الاستيقاظ، ولو لم تستيقظ فلا إثم عليك، وانظر الفتوى رقم: 119406، وصلاتك السنة قبل الفريضة حين استيقظت وقد ضاق الوقت يرى مشروعيتها بعض أهل العلم، وهو ما يرجحه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، ولكن المفتى به عندنا أنك تبدأ بالفريضة، وعلى كل حال فالمسألة ليست من مسائل الكفر بحال.

وأما نومك المذكور فإن كان نوما مستغرقا فقد انتقض به الوضوء، ومن ثم فيلزمك إعادة تلك الصلاة، ونرجو ألا إثم عليك لتأويلك، وأما إن كان نوما غير مستغرق فلك إن شاء الله سعة في الأخذ بقول من لا يرى نقضه للوضوء، وانظر الفتوى رقم: 192417، ولا إثم عليك في فوات وقت الصلاة في الصورة الأخيرة والحال أنك كنت آخذا بأسباب الاستيقاظ، فدع عنك الوساوس ولا تبال بها ولا تعرها اهتماما، وليس فيما ذكرته شيء يوجب الكفر بحال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني