الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بماذا تتحقق صلة الرحم؟

السؤال

إذا كان الأرحام يأتون لزيارتنا، فهل بذلك تحصل صلة الرحم، أم يجب أن يكون ذلك من جانبنا، أو أن نكون أول من يبدأ حتى تحصل الصلة، وإلا نعتبر قاطعين لصلة الرحم، مع أنه لا يمكن الذهاب إلى بعض الأرحام؛ لأن بعضهم يسكن مع زملاء العمل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا زاركم هؤلاء القرابة، فهم الواصلون للرحم، لا أنتم، ولا تتحقق منكم الصلة إلا بزيارتهم، أو الاتصال بهم، أو نحو ذلك مما يعد صلة في العرف.

فعليكم لتتحقق منكم الصلة أن تزوروهم، أو تتصلوا بهم، ونحو ذلك، ولا تتعين الزيارة خاصة في من عجزتم عن زيارته؛ فإن مرد صلة الرحم إلى العرف، فلم يجعل الشرع لصلة الرحم أسلوبًا معينًا، أو أوقاتًا محددة، وإنما ذلك يرجع إلى العرف، ويختلف باختلاف أحوال الناس، وتنظر الفتوى رقم: 11494.

كما أن لصلة الرحم درجات متفاوتة، قال القاضي عياض: وللصلة درجات، بعضها أرفع من بعض، وأدناها: ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام، ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها، لا يسمى قاطعًا، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله، لا يسمى واصلًا. انتهى.

والحاصل؛ أن عليكم فعل ما تقدرون عليه من الصلة بحسب العرف، وما عجزتم عنه، فلستم مطالبين به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني