الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتراض بالربا لأجل السفر لإكمال الدراسة

السؤال

أنا شاب أعيش في الشام، ومنذ فترة فقدت أنا وعائلتي منزلنا بسبب الحرب، ولا يوجد لنا أي أملاك أخرى غير هذا المنزل، وحاليًّا نسكن في منزل شخص قريب لنا، وبالنسبة للمعيشة، فالرواتب التي نتحصل عليها غير كافية، ولا تسد حاجتنا، تكفينا عشرة أيام فقط في الشهر، إذا أردنا شراء حاجتنا الضرورية فقط، والشخص الذي نسكن في منزله يقوم بتحويل مبلغ مائتي دولار تقريبًا لنا كل شهرين -جزاه الله خيرًا-؛ حتى نستطيع أن نؤمن حاجاتنا بقية الشهر، وقد لا يستطيع فيما بعد أن يقدم لنا المساعدة، فظروفه صعبة أيضًا، وأنا أريد أن أسافر حتى أستطيع إكمال دراستي، والاعتماد على نفسي، ومساعدة عائلتي أيضًا، فهل يجوز لي أخذ قرض حتى أسافر به؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن وجدت من يقرضك قرضًا حسنًا بغير فوائد، فلا حرج عليك في الاقتراض؛ لتفعل ما تريد فعله من الأمور المباحة.

وأما إن كنت تريد الاقتراض بالربا لأجل السفر، فهذا لا يباح إلا لضرورة.

ولا يظهر أن الضرورة متحققة في مسألتك، فعليك أن تستعف عن الاقتراض بالربا، وأن تبحث عن وسيلة مباحة لزيادة دخلك، وتأمين حاجاتك الأساسية، فإذا وقعت الضرورة التي تخشى معها على نفسك التلف، أو لا تستطيع معها تأمين الحد الأدنى من الحاجات الأساسية؛ فحينئذ يجوز لك الاقتراض بالربا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني