الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصرف الأمّ في مال ولدها دون إذنه

السؤال

وضعت مبلغًا من المال في البيت، وأمي أقرضت أختي مبلغًا كبيرًا منه دون أن تسألني، وليس هذا فقط، بل قمنا ببيع سيارة أبي المتوفى، وبصفتي الولد الوحيد في المنزل، فلي الحق في المبلغ الكبير منه، وكان مخبأ عند أمي، ولكن أمي أقرضت هذا المال لزوج أختي هذه ليشتري سيارة، دون علمي بالموضوع، وعندما ذهبت لأتحقق من المبلغين رأيتهما ناقصين، فعلمت بعدها أن أمي هي التي أقرضته -كما هو موضح-، وعندما غضبت بخصوص هذا، وأخبرتها أنه يجب أن تستشيرني قبل أن تقوم بهذا، أصبحت تبكي، ووكلت الله عليّ، فهل من حقها أن توكّل الله؟ وهل أخطأت أنا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالراجح عندنا أنّ الأمّ لا حقّ لها في التصرف في مال ولدها دون إذنه، لكن لا يجوز لولدها أن يسيء إليها، أو يعنّفها إذا فعلت ذلك، فإن كنت تكلمت مع أمّك برفق، وأدب؛ لتبين لها أنّه كان عليها ألا تقرض مالك دون علمك، فلا لوم عليك في ذلك، ولا ينبغي لأمك أن تغضب منك بسبب ذلك، لكن عليك أن تتلطف بها، وتهوّن عليها الأمر.

وأمّا إن كنت تكلمت معها بغلظة، أو إساءة أدب، فقد أخطأت، وعليك المبادرة بالتوبة، والاعتذار منها، والسعي في استرضائها، فإن حق الأمّ على ولدها عظيم، وراجع الفتوى رقم: 133046.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني