الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ندم العاصي على ماضيه دليل على صدق توبته

السؤال

أبلغ من العمر 34 عاما، وكنت عاصيا في كل شيء، وكنت للأسف أعيش حياة كلها معاص، مع ذلك بفضل الله لم أزن ولم أشرب مخدرات.
إلى أن هداني الله إلى طريقه منذ قرابة السنتين، فبدأت في حصر وتسديد أموال الزكاة المتراكمة، ورد الحقوق لأصحابها، وبفضله أيضا أقلعت عن التدخين، بدأت أيضا بختم القرآن بقدر المستطاع والتصدق، ولكن حتى الآن أنا شديد الندم على ما فاتني، حتى أنه تنتابني أوقات أجلس أبكي بين نفسي على ما فرطت في حياتي سابقاً، وتنتابني بعض الوساوس أنه قد فاتني الأمر، ولن أستطيع أن أعوض ما أسرفت فيه.
سؤالي لك: ما كفارة كل ما فاتني من عبادات؟ وكيف أظل مواظباً على العبادات ما بقي من حياتي؛ كي لا أعود إلى تلك المعاصي؟
رجاءَ أفيدوني فأنا في أشد الندم وفي كثيرِ من عذاب النفس

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يقبل توبتك، ويقيل عثرتك، ثم اعلم ـ وفقك الله لأرشد أمرك ـ أنك إذا تبت توبة نصوحا صادقة فإن الله تعالى يغفر لك ما كان منك من الذنب مهما كان ذنبك، فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، ومن تاب توبة صادقة مستجمعة لشروطها فإنه كمن لم يذنب أصلا.

وقد وعد الله التائبين بأن يغفر ذنوبهم جميعا، وهو تعالى لا يخلف الميعاد، قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ {النساء:17}.

وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.

والنصوص في قبول الله تعالى توبة التائبين، وفرحه بها، ومحوه الذنب بالتوبة كثيرة جدا، فأبشر أيها الأخ الكريم، وأمل ما يسرك، وأحسن ظنك بربك تعالى، واستقم على طاعته، وأكثر من فعل الحسنات. واعلم أن ندمك دليل على صدق توبتك, وقد قال صلى الله عليه, وسلم: الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.

وقد تقدم الكلام عن التوبة وعمن يتوب ثم يعود... وهكذا، وذلك في الفتوى رقم: 12744 والفتوى رقم: 37667

وللتعرف على وسائل الثبات على الطاعة والمواظبة عليها راجع الفتاوى التالية أرقامها : 283585, 131435, 17666

أما عن كيفية تدراك العبادات الواجبة التى قد تكون فرطتّ فيها مثل الزكاة, والصلاة, والصوم مثلا, فراجع كيفية إخراج الزكاة التي بذمتك في الفتوى رقم: 228949 وعن كيفية قضاء فوائت الصلاة الكثيرة راجع الفتويين رقم:44367, ورقم: 61320.

وعن كيفية قضاء صيام رمضان عما مضى من السنين راجع الفتوى رقم : 120929.

كما يمكنك تدارك ما فاتك من نوافل الطاعات بالاجتهاد فيها, والإقبال عليها حتى تعوّض ما فاتك في زمن الغفلة.

ولمزيد الفائدة عن أفضل العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى راجع الفتوى رقم: 102104.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني