الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المجاهرة بالمعصية لا تجوز

السؤال

حدث أن تم فض غشاء البكارة بيني وبين خطيبي بطريقة غير شرعية، ولم يكن العقد قد حصل بعد، وقمنا أنا وهو بالتوبة النصوحه والندم على فعلتنا، وبعد ذلك قام بالإنكار بحجة أنه لم ير الدم، ولكنه رأى قطعة جلد من الغشاء، فماذا أفعل معه، على الرغم من أنه أعلن هذا أمام الناس؟ أريد حلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا شك أنكما قد ارتكبتما ذنبا كبيراً من أعظم الكبائر لقيامكما بفعل فاحشة الزنا، وهذا أمر في غاية الحرمة والخطورة، ولعل ما يدور بينكما الآن من تنافر وتشاح هو ثمرة لفعلتكما الشنيعة. وعليه فالواجب عليكما التوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة، فعسى الله عز وجل أن يكفر بها عنكما آثار تلك المعصية، قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طـه:82]، وقال تعالى: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَات [هود:114]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: وأتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد وغيره. كما أن في المجاهرة بهذه المعصية أمام الناس ذنباً آخر، إذ كان عليكما الستر على أنفسكما وعدم إبداء ذلك للآخرين. والآن وقد حصل ما حصل فالذي ننصح به هذه السائلة إضافة إلى ما سبق هو أن تحل مشكلتها مع هذا الرجل بهدوء، وذلك إما بزواجه منها بعد أن تتحقق من توبته إلى الله عز وجل وبعد استبرائها من الزنا، وإما بفسخ الخطوبة إن كان لا يزال مصراً على معصيته، وكذا إن كانت ترى أنه سيظل مقيماً على تشويه سمعتها بين الملأ. ولتعلم الأخت أنها إن كانت صادقة في توبتها مع ربها سبحانه، فإنه سيعوضها برجل آخر أحسن، وذلك في حال ما إذا لم يحصل الوفاق بينها وبين خطيبها. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني