الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتغال بالتكسب.. أم الانقطاع للعبادة

السؤال

ما حكم الإسلام في الذي لا يريد العمل بدعوى التفرغ للذهاب إلى المسجد، علماً بأنه يتلقى مبلغاً شهرياً من الحكومة الهولندية ( الشوماج )؟ وجزاكم الله خير الثواب على عملكم القيم، وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم أن الكسب على مراتب، فقد يكون فرضاً إذا توصل به إلى ما هو فرض، كنفقة العيال والزوجة وقضاء الدين وإنقاذ النفس، ثم هو بعد ذلك إما مندوب أو مباح أو محرم. ثم إن الشخص إذا حصل ما لا بد منه بطريق مشروع كالتكسب أو الهبة ونحو ذلك، فهل الأفضل له أن يشتغل بالكسب أم يتفرغ للعبادة؟ اختلف العلماء في أيهما أفضل، فقالت طائفة: الأفضل الاشتغال بالتكسب لأن منفعة الكسب تعم بينما منفعة العبادة تخص الشخص نفسه. وقالت طائفة وهم الأكثر: إن التفرغ للعبادة أفضل، وقالوا: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يشتغلوا بالكسب في عامة الأوقات، وكان اشتغالهم بالعبادة أكثر من اشتغالهم بالكسب، ولا شك أنهم كانوا يختارون لأنفسهم أعلى الدرجات. وجاء في مطالب أولي النهى: وقع خلاف هل الأفضل كسب المال وصرفه لمستحقيه أو الانقطاع للعبادة وترك مخالطة الناس؟ ويتجه الأصح الأول لتعدي نفعه لا مطلقاً... من أنه إذا صرف في نفقة وجهاد فهو أفضل، وإلا فالمنقطع للعبادة أفضل، وهو متجه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني