الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اغتابت قوما وعجزت عن التحلل منهم فماذا تصنع؟

السؤال

هل يجوز التصدق بصدقة جارية واحتسابها لمن اغتبتهم، إذ أنه من الصعب علي التحلل منها من المغتاب لأمور شتى؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الغيبة هي إحدى الكبائر التي نهى الله عنها في محكم كتابه، قال الله تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ [الحجرات:12].

وروى ابن ماجه وأحمد من حديث أبي بكرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبيرة، أما أحدهما فيعذب في البول وأما الآخر فيعذب في الغيبة.

فالواجب عليك بعد التوبة أن تتحللي ممن اغتبتهم، فإن لم تستطيعي ذلك لما يمكن أن يلحقك من الضرر منهم أو لأنهم غير أحياء، فعليك بالدعاء لهم والاستغفار، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 12890.

وأما بخصوص فعل الصدقة الجارية عنهم فلا مانع منه، لأن الصدقة هي مما يقبل النيابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني