الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم

السؤال

ماذا تفعل الفتاة التي لا يتقدم لها أحد مناسب للزواج مع العلم بأنها على خلق ودين وجميلة ولكن أقاربها ينشرون عن عائلتها كلاماً يسيء إليهم وهي في قمة التعاسة وفي نفس الوقت تعاني من وجود نزيف مستمر حيث إنها لا تستطيع الصلاة فترات كثيرة تصل إلى شهور وقرر الأطباء أنها سليمة ولكن حالتها غير واضحة إنها تبكي وتعيسة جداً وتتضرع إلى الله بالدعاء ولا تعرف ماذا تفعل أفيدونا أفادكم الله وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى لهذه الأخت الشفاء مما هي فيه وأن يرزقها زوجاً صالحاً تسعد به في حياتها، ثم لتعلم أن أفضل وسيلة لتحقيق هذا المطلب هو كثرة سؤال الله تعالى، ثم الاستقامة على الدين لقول الحق سبحانه وتعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً(الطلاق: من الآية4)، ثم إنه لا مانع من أن تعرض نفسها أو يعرضها وليها على من ترون فيه الخير والصلاح، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 18430، والفتوى رقم: 35201، ويجب على أقارب هذه المرأة أن يتقوا الله تعالى ويعلموا أن التحدث في أعراض الناس أمر ليس بالهين شرعاً، خاصة إذا كان ذلك زوراً وبهتاناً، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً(الأحزاب:58)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني