الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خادمتها تريد أن تشتري هاتفا نقالا بمالها وهي لا تريد

السؤال

لدي خادمه عمرها الآن 24 عاما وربيتها منذ كان عمرها 8 سنوات ولذا هي تعتبر كابنه لي وأنا ادخر لها بعض المال القليل من راتبها حيث إن والداتها تأخذ جزء كبيرا منه وهي الآن تطلب مني أن اشتري لها جهاز موبايل ولو قمت بذلك سيكون تقريبا بكل ما أدخره لها حيث إنه مبلغ ليس كبيرا وما يتبقى من أجرها شهريا ستقوم بالصرف منه على الموبايل من شراء كروت للرصيد وأنا أمانع ذلك حفاظا مني علي مالها حيث أعتبر نفسي المسئولة الأولى عن توجيهها والمحافظة عليها وخاصة أنها ليست في حاجة نهائيا لشراء الموبايل أو حتى استعماله وعندما أسألها ترد بأنها مجرد نفسها فيه كما أني أخشى أن يقوم أحد الشباب بالضحك عليها بسبب سرقة الموبايل منها كما أخشى أيضا من عاقبة تصرفاتها حيث إنك تعلم أن الموبايل يفتح سككا كثيرة نحن في غني عنها وخاصة أنها في سن تريد الزواج - مع العلم بأني لا أحرمها من أي شئ تريده سواء من مالها أو أشتريه لها من مالي الخاص محافظة علي مالها لكن عندما أرى أنها في حاجه له أو لا مانع من اقتنائه - و أن من خوفي من الله سبحانه وتعالى قد تماديت في تلبيه أغلب طلباتها وقد تعودت هي علي ذلك وخاصه أنها يتيمة - ولكنها تبكي عندما أقول لها إني أرفض أن أشتريه لها وهي أولى بنقودها يوم تتزوج وهي تجيب أنها لا تريد هذا المال وأشعر بنوع من التفاهة وعدم تحمل المسئولية في ردها مع العلم بأنه لن يتبقى لها من راتبها ما تدخره بعد شرائه - وسؤالي هل أنا مخطئة وهذا حقها وهي حرة في مالها حتي لو ضاع في هذه التفاهة فإني أخشى على مالها من الضياع كما أني أخاف عليها من أولاد الحرام كما يقولون - وهناك شيء أخر فهي من الفلاحين وأنا ربيتها بطريقة غيرهم نهائيا مما يجعلني في بعض الأحيان أشعر بالذنب لأنها الآن لن تستطيع أن تعيش معهم ثانيا وعندما تذهب لزيارتهم ترجع مريضة وترفض أيخاطب يتقدم إليها منهم وردها أنها لن تستطيع العيش في هذا المكان وأشعر بأني عندما ألبي لها هذا الطلب أظلمها أكثر وأعودها على عادات أخرى تصعب معها حياتها فيما بعد - أفيدوني جزاكم الله هل أنا مخطئة وأحمل برفضي هذا وزرا - أم أني محقة في ذلك ومسئولة عن مالها مع العلم بأني أخبرتها بأني سوف أعطيها مالها وهي حرة التصرف فيه حتى لا أحمل وزرها وتفعل به ما تشاء وإني غير راضية عن شراء الموبايل وكان ردها أنها لا تريده ولن تشتريه إلا برضائي حتى لو المال معها هي -- ماذا أفعل وهي تبكي كلما تكلمنا في هذا الموضوع وهل أنا بذلك آثمة ؟ أفيدوني جزاكم الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما تفعلين مع هذه البنت من منع شراء الهاتف اليدوي (الجوال) هو الصواب والسداد إن شاء الله تعالى، وخاصة أن قصدك الحفاظ على ما لها من الضياع والمحافظة على خلقها ودينها من الفساد.

فالهاتف النقال قد يكون وسيلة للضرر والفساد، وخاصة إذا كان عند شخص غير رشيد لا يعلم كيف يتصرف، ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ولا مصلحة لهذه البنت في شراء الجوال، لأن بإمكانها إذا أرادت أن تتصل بأمها ورحمها أن تتصل بهم بوسيلة أخرى، وسد ذرائع الفساد معتبر في الإسلام، ولكن مع هذا لا يجوز الحجر على هذه الفتاة من التصرف في مالها إذا كانت رشيدة، ولكننا ننصحك بعد تقوى الله تعالى أن تقنعي هذه البنت اليتيمة التي جعلها الله تعالى تحت يدك بأن ما تفعلين معها هو بقصد مصلحتها.

كما ننصحك بتربيتها على طاعة الله تعالى وأداء الفرائض واجتناب النواهي، فإن ذلك أعظم معين لك على إقناعها بكل ما توجهينها إليه من خير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني