الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقكر في الطلاق بسبب زوجها الذي يعشق الكذب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
يا سيدي أنا سيدة متزوجة منذ حوالي عشرة أشهر وأعاني من زوجي أنه يعشق الكذب، مواقف كثيرة تحدث، وبعد ذلك يتضح لي بعد ذلك أنه يكذب علي وكان آخر موقف له سوف أرويه لك حتى تحكم فيه: منذ حوالي 4 أشهر اتفقنا أنا وزوجي على أن نستأجر كافتيريا لكي يقوم هو بإدارتها وهذه الكافتيريا في المكان الذي أعمل أنا فيه على هذا الأساس أخذ زوجي مبلغاً من صديق له حتى يكون شريكاً معه وطلب مني زوجي صورة من عقد الكافتيريا القديم حتى يعلم ما يحتويه بالفعل أحضرت صورة من العقد وأعطيته له فقام بعمل نسخة منه وقام بتقليد نفس الختم الذي عليه وأعطاه لصديقه وآخذ منه النقود وبعد ذلك ظهرت نتيجة المناقصة للأسف رسيت على أحد أصدقائي ولم نأخذها، فلم يرد زوجي النقود إلى صديقه إلى مكان عملي وسأل بعض العاملين فيه عن المناقصة فعلم أنها لم ترس علينا، فبعد مرور بعض من الوقت تكلم صديق زوجي مع صديق له وهو ضابط عن الوضع كله فقام الضابط بالتحري عن الأمر وعلم أني أعمل في نفس المكان وتكلم الضابط مع بعض الأشخاص في عملي وبعد ذلك جاء لي زميل يتكلم معي بخصوص هذا الموضوع، وقال لي: هل اسم زوجك كذا قلت له نعم، فقال لي: ما حدث لم أصدق نفسي حين سمعت هذا الكلام واجهت زوجي بهذا الكلام أنكر بشدة شديدة ما قلته له وواجه صديقي وقال له ما الدليل على ذلك، وتكلمت مع الضابط فقال لي: إنه تشابه أسماء بين هذا الاسم وزوجي واتفقت مع صديقي أن لا يخبر أحدا بما حدث ولكن من داخلي كنت متأكدة أن زوجي يكذب علي، وقام زوجي هذا ما علمته مؤخراً أنه أعطى صديقه جزء من المبلغ على أن يعطيه الباقي بعدين... كنت أعتقد أن الموضوع انتهى ولكن منذ أيام اتصل بي هذا الضابط في مكان عملي وتكلم معي بود عن كل شيء منذ البداية وأنه يريد أن يحل هذا الموضوع بينهم لا داعي أن يكون رسمياً وأكد لي شكوكي ووعدته أن هذا الموضوع سوف ينتهي بسلام، وواجهت زوجي بما حدث فلم يرد علي وذهب لصديقه حتى يتفق معه على حل هذا الموضوع وبعد ذلك رجع إلى البيت وقال لي أنا آسف أنا عارف أني غلطت لكن لم أكن أقصد ذلك سامحيني، هل لا يهمه سمعتي في مكان عملي إذا علم أحد بهذا الموضوع بمعنى أن زوجي بينصب على الناس باسم المكان وأنا أساعده على ذلك لأني أعطيته صورة من العقد، يعلم الله أني لم أكن أعلم بكل ذلك إلا بعد أن أخبرني الضابط لأني أخاف الله في كل معاملاتي، هذا كل ما حدث وهذه لم تكن المرة الأولى التي يغلط فيها بل المرة الثانية، لا أدري ماذا أفعل معه أصبحت لا أثق في كلامه وأتحرى عن أي موضوع يقوله لي من ورائه أتأكد أنه صحيح أم لا، لا أدري ماذا أفعل هل أعطيته فرصة أخيرة لا أريد هدم البيت بالرغم أني لم أنجب منه حتى الآن إني أخاف الله في كل معاملاتي ولا أريد أن يخطأ زوجي بالرغم أنه إنسان ملتزم لا يرتكب أي معصية أخرى ولا يشرب أي شيء حتى السيجارة وطيب القلب معي، ولكن عيبه الوحيد الكذب وبهذا فهو يغشني، ولا أدري ماذا أفعل أصبحت لا أثق فيه، أرجو أن تخبروني عن الحل المناسب حتى أرتاح ويرتاح ضميري وحتى لا أتسرع في عمل شيء غلط في غير المصلحة؟ وجزاكم الله خيراً، هل من الممكن أن يكون الرد على البريد الخاص بي إذا أمكن ذلك.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان واقع الزوج هو ما ذكرت السائلة فلا ريب أنه قد ارتكب خطأ عظيماً وإثماً مبيناً إذ جمع في سلوكه هذا كذباً وأكلاً لأموال الناس بالباطل.

وكل ذلك من الكبائر العظيمة، والواجب على من ابتلي بهذه الذنوب أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يرد الحقوق إلى أصحابها عسى الله أن يعفو عنه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

وبالنسبة لك أيتها الأخت السائلة فالذي ينبغي عليك فعله هو نصح هذا الزوج وبيان عظيم ما يفعله والصبر عليه مع أخذ الحيطة والحذر عند التعامل معه في المسائل المالية ونحو ذلك، فإن المؤمن فطن لا يخدع ولا يُخدع كما قال عمر رضي الله عنه: لست بالخب ولا الخب يخدعني.

ولا ينبغي أن تفكري في فراقه من أجل ما ذكرت لا سيما وأن حاله مستقيم فيما عدا ذلك كما أفدت، ونرجو منك مراجعة هاتين الفتويين: 522، 8386.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني