الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز أن يدعو الإنسان ربه أن يعافيه ويشفيه أو ييسر له سبل العلاج أو الشفاء، لعيب أصابه في الخلقة(تشوه في القوام) أم يسلم لقضاء الله ولا يطلب تغيير ما أراد له الله، علما بأن هذا العيب لم يأتي منذ الولادة وجاء بعد ذلك بمرحلة, وإذا كان ذلك جائزا فهل يكتفي بالدعاء والتضرع إلى الله لعله يستجيب لدعائه أم يسعى في العلاج ويدعو الله بالتوفيق؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يجوز للإنسان أن يدعو ربه بالشفاء وبأن ييسر له سبل العلاج لأي شيء أصابه، ولا تعارض في ذلك مع التسليم بالقضاء، فإن الدعاء نفسه من القضاء، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لنفسه ولغيره، والدعاء مأمور به، قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]، وروى الترمذي عن أنس مرفوعاً: الدعاء مخ العبادة. وفي رواية: الدعاء هو العبادة. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 9890.

وكما أمر بالدعاء فقد أمر بالتداوي أيضاً، ففي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء، غير داء واحد الهرم. وليس هذا من تغيير خلق الله، وراجع فيه الفتوى رقم: 30932.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني