الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلفت مع زميلة العمل وتخشى انتقامها

السؤال

مشكلتي هي كيف أتعامل مع زميلة لي في المهنة (التدريس) باختصار لا أشعر بالارتياح معها وعرفت هي بذلك وأعاني من غيرتها وهي إذا كرهت شخصا فهي لن ترتاح حتى تنتقم منه وتسمعني كلاما جارحا وبطريقة مباشرة وغير مباشرة أي بالهمز واللمز. أحيانا أشك في نفسي ربما أبالغ وأظلمها ولكن في الآونة الأخيرة عبرت عن ما في داخلها تجاهي وتقريبا أعلنت الحرب بيننا مع العلم بأن جميع الزميلات متضايقات منها وغالبا تحدث مشادات بينهن.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فواجب المسلم أن يحب في الله ويبغض في الله ويغضب لله ويرضى لله، فهذا من أقوى عرى الإيمان، ولا ينبغي أن يكون ذلك لمجرد هوى الإنسان ومزاجه، كما أن من حسن أخلاق المؤمن أن يعفو ويصفح إذا ظلم ويقابل الإساءة بالإحسان، قال تعالى: [ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ] (فصلت: 34-35).

واعلمي أن ما نسبته لزميلتك من الهمز واللمز هو مما نهى الله عنه.

قال تعالى: [وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ] (الهمزة: 1). وقال: [وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا] (الأحزاب: 58).

ثم ما اعترفت به أنت على نفسك من المبالغة أحيانا وظلم زميلتك لا يجوز ولا يليق بالمسلم، وقد حذر الله من ذلك ونهى أن يحمل المسلم بغضه لغيره أن لا يعدل، قال تعالى: [وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] (المائدة: 8).

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.

والذي ننصحك به الآن هو أن تعتذري لزميلتك عما قد يكون بدا منك لها مما لا تقصدين به الضرر وتطلبي منها أن تستأنف معك حياة جديدة تتناسيان فيها ما مضى، فإن استجابت بدأتما علاقة طيبة تتجنبان فيها كل شيء يدعو إلى الإثم، وإن رفضت كان لك الفضل بما قمت به وكنت مأجورة عليه، ولن يضرك رفضها شيئا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني