الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

الأخوة الأفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا مسلمة أعيش في بريطانيا وتزوجت من مسلم لا يصلي وكان هدفي أن أهديه إلى تقوى الله وفعلا بدأ بالصلاة واكتشفت بعد أربعة اشهر من الزواج أنه كان يصلي محاباة فقط وأنه ينافقني وأهلي ولم يدخل الإيمان قلبه واكتشفت أنه يحب الحرام في العلاقة الزوجية وأنه كانت لديه عشيقة وقبضوا عليهم بالجرم المشهود بناءا على مصدر موثوق وأخرجوا من البلد العربي هذا فقط دون عقاب الحد. واكتشفت أيضا أنه زور لي بطاقة ائتمان وأنه يعمل دون علم الحكومة البريطانية وبدون السماح بالعمل وأنه يدخر مبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني ويشكو دائما الفقر ولا يحمد نعمة الله لدرجة أنني عرضت عليه أن يبيع الذهب الذي قدمه لي مهرا. طلقني مرتين خلال الأربعة شهور وأخيرا طلقني الطلقة الثالثة وأنا الآن حامل في الشهر السابع. لم يعطني أي حق مثل المؤخر والمتعة ونفقة شهور العدة. الآن أنا يمكنني أن أبلغ الشرطة وأهلي يحثونني على ذلك مع العلم أنني قد لا أسترجع بذلك حقي. فهل لكم أن تنصحونني شاكرين هل أبلغ ضده أم لا فأنا في حيرة من أمري. أنتظر ردكم وجزاكم الله كل الخير. أختكم في الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإذا كنت تعلمين أنك إذا بلغت الشرطة لا يكون ذلك سببا في استرجاع حقك من هذا الرجل فالأولى أن تتركيه، وسوف يغنيك الله من فضله عنه، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته وكان الله واسعاً حكيماً ) [النساء: 130] وسيلقى جزاءه، إن في الدنيا، أو في الآخرة. كما أن أجرك قد وقع على الله -إن شاء الله - جزاء ما بذلت من جهد في سبيل هدايته والصبر على معاملته غير اللائقة. واعلمي أنك إذا دخلت معه في المحاكم فسيكون هذا نوعاً من الانتصار للنفس، إذا كان لا يمكن الحصول على حق مالي، فيذهب أجرك. أما وقد تفرقتما، وأراحك الله منه، فاحتسبي الأجر، واسألي الله عوضاً خيراً منه، وفرج الله قريب من عباده الصادقين المظلومين، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني