الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ينظر إلى الإباحيات بدعوى التخلص مما هو أفظع

السؤال

أنا طالب جامعي ومنذ 3سنوات أحفظ القرآن الكريم بحمد الله ، وأنا ملتزم في معظم الواجبات الدينية بحمد الله أيضا ، ولكن تواجهني مشكلة طالما سألت الشيوخ عنها دون أن أصل إلى نتيجة أرتاح لها ، وحتى لو أعطيت أجوبة فإنني لا أترك هذا العمل ( وهو النظر إلى الإباحيات ) ، وفي نفسي أرى أن هذا العمل يعصمني عن أعمال أشد منه إثما وسوءا ، فأضطر إلى فعله رغما عني وبعدما أعمله أستغفر الله على ذلك العمل وأعزم أن لا أعود إليه أبدا ، ولكني عندما أدخل البيت ـ وبشكل لا إرادي ـ أعمل هذا العمل ، وكما قلت فإنني بعد عمله أجلس وأستغفر ربي وأصلي ، ثم في اليوم التالي أعمل ذلك العمل وهكذا حتى أصبحت في كل أسبوع مرة ، والآن أشعر أنني لا أفعل تلك الكبيرة إلا من باب الحرص على نفسي ، فلو لم أعملها لعملت أفظع منها والعياذ بالله ، وقد سمعت بمعنى أحد الأحاديث النبوية أنه يمكن أن يلاحق الإنسان ذنب لا يقدر التخلص منه رغم العزم والاستغفار فيكون ذلك سببا في نجاته ؟ أرجو إجابة مقنعة لهذا السؤال فقد سألت كثيرا من الشيوخ ولكن لم أصل إلى القناعة . وجزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنظر إلى الإباحيات من الحرام البين الذي نهى الله عنه، قال الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [ سورة النور:31،30].

والمداومة على النظر إلى الصور الخليعة والمواقع الإباحية تقود إلى الوقوع في الزنا واللواط والاستمناء المحرم وغير ذلك من الآثام خلافا لما يعتقده السائل من أنه يفعلها حماية لنفسه من الوقوع فيما هو أفظع منها.

فاعلم أيها الأخ الكريم أن ما تتصوره إنما هو مجرد كيد الشيطان وتزيينه يريد بك أن تستمر في هذه الممارسات والأعمال التي لا ترضي الله، ويسول لك أنك بالوقوع فيها تبعد نفسك عن غيرها.

وإنما ننصحك بتجنب ما أنت مدمن عليه وتتوب منه توبة صادقة تعزم فيها أن لا تعود إليه فإنك لا تدري متى يحين أجلك فتموت على ذنب قد يكون سببا في عذابك، وقد يبلغ بك الإصرار على هذه المعصية أن لا يقبل الله توبتك أو يحول بينك وبين الاستغفار والعبادات الأخرى، فإن شؤم الذنب يجلب كل ذلك.

وأما الحديث الذي نسبته للرسول صلى الله عليه وسلم من أن المرء قد يلاحقه ذنب لا يستطيع التخلص منه رغم العزم والاستغفار فيكون ذلك سببا في نجاته، فإنا لم نقف على شيء في هذا المعنى إلا أن تكون تعني الحديث الذي أخرجه الشيخان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني