الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي الاخر: أني قمت بمعاونة أختي بالتجسس على الزوجة الثانية لزوجها ومعرفة هل هي مسافرة مع زوجها أم لا وأنا التي قمت بالاتصال بها وهي عند أهلها بتغيير صوتي على أني امرأة أخطأت في الرقم لأتأكد من وجودها وعدم سفرها تنفيذا لطلب أختي ؟والرجاء الإجابة وجزاكم الله كل الخير..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في التجسس أنه حرام، لقول الله عز وجل: وَلَا تَجَسَّسُوا [ سورة الحجرات: 12]. وفي الصحيحين عن أبي هريرة مرفوعا: ولا تجسسوا ولا تحسسوا. قال الخطابي: معناه لا تبحثوا عن عيوب الناس ولا تتبعوها. انظري فتح الباري. ويشهد لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته رواه أحمد.

فهذه نصوص صريحة في تحريم تتبع عورات الناس، وأما التحايل بطريقة يتطلع بها المرء إلى معرفة خبر مثل الذي ذكرت، فالظاهر أنه ليس من التجسس المحرم إذا كان هنالك ما يدعو إلى الريبة، لأن للزوجة الثانية الحق في الاطلاع على ما إذا كان زوجها قد سافر بزوجته الأخرى أم لا؟ وما فعلته أنت إعانة لها على معرفة ما لها حق في معرفته.

وهذا؛ بناء على القول القائل بأن الزوج إذا أراد السفر وكان له أكثر من زوجة فإنه يجب عليه أن يقرع بينهن ما لم ترض إحداهن بالبقاء، وهو الذي نراه راجحا، وراجعي الجواب رقم: 3604.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني