الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال الصديقة عن صديقتها بين المشروعية وعدمها

السؤال

نحن هنا في البلد التي نعيش فيها قد لا نري بعضنا نحن النسوة لمدة طويلة ولكن قد أري مثلاً إحداهن وهي تكون جارة لفلانة لم أرها فقد تسأل إحدانا عن واحدة غير موجودة في اللمة يعني معرفة أخبارها أو حالها وسبب عدم حضورها أو ما إلى ذلك سؤالي هو: هل يعتبر ذلك غيبة أو نميمة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغيبة هي ذكر المرء أخاه بما يكره من العيوب التي هي فيه، فإن لم تكن فيه فهو البهتان، رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الغيبة أنه قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته. رواه مسلم.

وأما النميمة فهي السعي للإيقاع في الفتنة والوحشة، كمن ينقل كلاماً بين صديقين أو زوجين للإفساد بينهما، سواء كان الذي نقله حقاً أو كذباً، وسواء قصد الإفساد أو لم يقصده، فالعبرة هي بما يؤول إليه الأمر، والغيبة والنميمة محرمتان بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا [الحجرات:12]، وقال: هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ [القلم:11].

ومن السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت له عند أخيه مظلمة من عرضه أو شيء فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم... الحديث متفق عليه، وقوله صلى الله عليه وسلم لما مر بقبرين: إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من البول. متفق عليه.

ومن التعريفات التي بينا يتضح لك أن سؤال إحداكن عن إحدى صديقاتها إذا لم يكن فيه وصفها بما تكره، ولا يؤدي إلى إفساد فليس بغيبة ولا نميمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني