الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر على أذى الخلق ضياء

السؤال

سيدي العزيز هنالك الكثير من الأشخاص من حولي لا يمكن التعامل معهم، فلو أنك ألقيت عليهم السلام سخروا منك واستهزؤوا بك، ولو تبسمت في وجوههم قالوا هذا سفيه فماذا أصنع معهم؟ عفاكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه الحياة مجال للابتلاء والاختبار، قال الله تعالى: ألَمّ* أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ {العنكبوت:1-2-3}، وقال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}.

ولا غرابة في أن يجد المرء حرجاً شديداً في تطبيق تعاليم دينه، كإلقاء السلام والانبساط في وجه المسلم ونحو ذلك مما حث عليه الدين الحنيف، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. رواه الترمذي.

وعلى المسلم أن لا يختار من الأصدقاء والجلساء إلا من كان تقياً صالحاً، روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحاً خبيثة.

وعليك بالصبر على أذى المخلوقات فإنه خير لك وزيادة في الحسنات، ونسأل الله أن يعيننا وإياك على التمسك بهذا الدين والصبر على الطاعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني