الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجوز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم

السؤال

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي المصطفى ومن والاه .. وبعد
نحن مجموعة موظفات في إحدى الدوائر الحكومية .. ونقع تحت إدارة مديرة تم اختيارها لهذه الإداره نظرا لالتزامها وتطوعها وحفظها للقرآن الكريم .. وفرحنا جميعا حين تم اختيارها لهذا المنصب، إلا اننا فوجئنا بعد استقرارها على كرسي الإدارة قد تحولت إلى شيء آخر مخالف تماما لما توقعناه منها من العدل والإنصاف وتحكيم الدين , فقد أصبحت إنسانه معتدية على الحقوق تنتهج الكذب في المقام الأول في تعاملا مع موظفاتها وتسعى بينهن بالنميمة والافتراء والفرقة وشحن نفوسهن على بعضهن البعض والتفريق بينهن بدون وجه حق , وتتبع أسلوب التجسس على الآخرين كما أن أخلاقها ساءت جداً وكثيرا ما تتعامل مع الآخرين بأسلوب الإهانه والتحقير مما جعل أجواء العمل سيئة للغاية وغير مريحة وتسوده المشاحنات والحقد ..
وسؤالى هو يا فضيلة الشيخ ما حكم التعامل مع هذه المديرة ؟؟ وهل يحق لها التعامل بهذه الطريقة مع من هي مسؤوله عنهن؟ جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من أعظم الذنوب الوقعية بين الناس بالسعي بينهم بالنميمة، وفي الحديث: لا يدخل الجنة نمام. رواه مسلم.

قال النووي: قال العلماء: النميمة نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على جهة الإفساد بينهم.اهـ.

والنميمة قبيحة وهي من أهل التدين والمسؤولية أقبح وأشنع، وحري بهذه المرأة وقد تولت هذه الإدارة وصار تحت مسؤوليتها ورعايتها موظفات أن تتقي الله عز وجل فيهن، وتسير بينهن بالعدل والرحمة والإصلاح. وفي الحديث: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا، لا يفكه إلا العدل أو يوبقه الجور. رواه أحمد. وفي الحديث: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. رواه مسلم.

وأما واجب الموظفات تجاه هذه المديرة فهو النصحية والموعظة وتذكيرها بالله عز وجل عسى أن تعود إلى جادة الحق والعدل، ولهن إن لم تستجب لهذه النصيحة أن يشكينها إلى من ينصفهن منها ويذكرن عنده أنواع الظلم التي تقوم بها، ولا يعد ذلك أمرا محرما في حقهن. قال تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ {النساء: 148}.

قال البغوي: يجوز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم وأن يدعو عليه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني