الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك العتاب عتاب ، والسكوت خير جواب

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
لي صديقة دامت صداقتي معها ما يقارب 7 سنوات وفجأة اختلقت خلافاً لا ذنب لي فيه حاولت أن أرجع ما كان بيننا بواسطة الأهل والداعيات، ولكن بدون جدوى وأطفالي متأثرون لحبهم الكبير، دلوني على الطريق لأني لا أطيق الغضب مع أي كان؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأول ما نريد لفت النظر إليه هو أن على المرء أن يعتدل في حبه وبغضه، كما أرشد إلى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف حين قال: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيك يوما ما. رواه الترمذي في سننه وصححه الألباني.

وإذا كنت تحبين مواصلة الصداقة مع صديقتك هذه فاغفري زلتها ولا تعاتبيها في شيء مما لفقته لك، بل اعتذري لها، فإن في ترك العتاب عتابا، وإذا أرادت بك المحال مما لا تستطيعين تحمله فاسكتي عنها، فإن السكوت قد يكون أبلغ جواب، وقد أورد أحد الشعراء هذا المعنى في أبيات قال فيها:

إني ليهجرني الصديق تجنيا * فأريه أن لهجره أسبابا

وأخاف إن عاتبته أغريته * فأرى له ترك العتاب عتابا

وإذا بليت بجاهل متعاقل * يدعو المحال من الأمور صوابا

أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني