الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهدي النبوي في آداب الصحبة

السؤال

ما هي آداب الحديث والاستماع من الكتاب والسنة؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من آداب الحديث والاستماع بين الناس الابتداء بالسلام عند بداية التلاقي ورد المسلم عليه، ويدل لتأكده ما في الحديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. رواه الطبراني وأبو نعيم وحسنه الألباني.

ومنها: مخالقة كل منهما للآخر بالأخلاق الحسنة، وتبسمه في وجهه، والحرص على القول الحسن، والحوار الحسن، والبعد عن التجريح والسب والفحش في القول والسخرية والاستهزاء، ويدل لهذا ما في الحديث: وتبسمك في وجه أخيك صدقة. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.

وفي البخاري عن أنس قال: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا.

وفي الحديث الآخر: ولا تحقرن شيئا من المعروف، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف. رواه أبو داود والترمذي وصححه الترمذي والنووي والألباني.

ويدل له كذلك قول الله تعالى: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً {البقرة:83}، وقال تعالى: وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {الإسراء:53}، وقوله تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل:125}، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه، كما في الحديث الذي رواه أحمد والبخاري في الأدب وأبو داود والنسائي وحسنه الأرناؤوط.

ومنها: الاستماع إلى المتكلم حتى يفرغ وعدم مقاطعته، ويدل لهذا ما رواه عبد بن حميد في مسنده، والبيهقي في الاعتقاد، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، والبغوي في تفسيره، وابن إسحاق في السيرة في قصة عتبة بن ربيعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد جاء في مضمونها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءه عتبة بن ربيعة استمع له حتى أنهى كلامه ثم قال له: أفرغت يا أبا الوليد، قال: نعم، قال: فاستمع مني، قال: أفعل، فقرأ الرسول عليه من بداية سورة فصلت حتى انتهى إلى السجدة.

ومنها: تحلي كل منهما بالصبر والصفح والحلم، ومواجهة الخطاب السيء بالخطاب الحسن، وهذا هو هدي الأنبياء فإن موسى لم يرد بالمثل على من اتهمه بالجنون، ونوحا لم يرد بالمثل على من اتهمه بالضلال، وهودا لم يرد على من اتهمه بالسفاهة، إلى غير ذلك من الآداب.

ويمكنك مراجعة كتاب: أصول الحوار.. وهو بحث أعدته الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وكتاب: آداب الصحبة لأبي عبد الرحمن السلمي، ومنظومة الآداب وشرحها للسفاريني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني