الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرحمة بالأولاد مركوزة في فطر غالب المخلوقات

السؤال

أنا شاب في جنوب إيران عمري 21 عاما. لدي مسألة أريد أن ترشدوني بالتفصيل . إني أحب الأطفال حبا كثيرا وكلما أرى طفلا يذهب حبه في قلبي وأريد أن أتكلم معه وأقبله و أريد أن أقول له من الله . لأن قلبه طاهر. والمسألة هنا: هل يمكن أن يكون هذا الحب من جانب الله ؟ و هل يمكن أن الله تبارك وتعالى خلقني للأطفال؟ و هل لديكم دليل من القرآن والسنة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الرحمة بالأولاد الصغار والحنو عليهم والشفقة بهم أمور مركوزة في فطر غالب المخلوقات حتى البهائم، والناس يتفاوتون في ذلك، وقد ندب إليه الشرع الحنيف. ففي الصحيحين:أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحدا منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من لايرحم لا يرحم. وورد في أحاديث أخرى أن عدم تقبيل الأولاد والشفقة بهم سببه قسوة القلب. روت عائشة رضي الله عنها قالت: قدم ناس من الأعراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: أتقبلون صبيانكم؟ فقالوا: نعم، فقالوا: لكنا والله ما نقبل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو أملك إن كان الله نزع منكم الرحمة. وعليه فإن كان هذا الحب الذي تجده في نفسك هو للشفقة والرحمة والحنو، فهو أمر حسن، ويدل على لين القلب، وإن كان تصحبه شهوة أو غريزة جنسية فهو خطأ كبير، وعليك أن تبتعد عنه وراجع في هذا الفتوى رقم: 26446.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني