الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح للمبتلى بالحسد

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 20 عاما وأعاني من مشكلة الحسد أنني عندما أرى شيئا معينا مع أحد أصدقائي فإنه بعد فترة معينة من الوقت فإن ذلك الشيء الذي هو لا يوجد معي فإني أشعر أنني أنا الذى حسدته لأن ذلك الشيء الذى لا يوجد معي وأنا محافظ على الصلوات وأقرأ القرآن وأشعر أنني أنا الذي تسببت في ضرر ذلك الشخص فأنا أريد من حضرتكم أن تفيدوني بإعطائي ما أبعد به عن نفسي ذلك الإحساس وهذا مثال لموقف يحدث مع أحد أصدقائي أنه ذو مستوى اجتماعي عال فهو قد حصل عملا معينا وأنا لم أحصل على عمل مع أنني احتاج إلى ذلك العمل أكثر منه فدار في بالي أن ذلك الشخص غير محتاج مثلي لذلك العمل ثم بعد فترة معينة من الوقت حدث مكروه له فأنا اتهمت نفسى بأننى أنا الذي حسدته فأنا أريد من سيادتكم أن تفيدوني ذلك الإحساس الذي يؤدي في نفسي بأنني شخص حاسد وكل ما يحدث من غير قصد وبالله عليكم ألا تدلوني على أي كتاب أو موقع بل أن تجبيوني على ذلك بوضوح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحسد محرم شرعاً، لثبوت النهي عنه في حديث الصحيحين: لا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا.

ولقوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ {النساء: 54}.

فعليك أن تتوب إلى الله تعالى، وتعالج نفسك من هذا المرض الخطير، وعليك أن تتذكر أن تقسيم الأرزاق بيد الله فهو يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر فارض بقضائه وقدره، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.

وعليك بغض البصر عما عند الناس عملاً بقول الله تعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى {طـه: 131}.

وإن رأيت ما تخشى أن تصيبه بعين فادع بالبركة، وقل ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويدل لذلك ما ثبت من الأمر بذلك في الأحاديث، وعليك أن علمت أنك أصبت أحداً بعين أن تعمل ما يعمله العائن من الاغتسال للمصاب، ولتتب إلى الله تعالى من العين ولتطلب السماح ممن أصابته.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 5557، 1641، 24373، 17661، 19782، 33932، 23172، 48731.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني