الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز تحايل المرء للحصول على حقه

السؤال

أنا معلمة خريجة كلية التربية، وقد عملت في إحدى المدارس الخاصة هنا سنتين وقد رفضت مديرة المدرسة التي كنت أعمل بها أن تعطيني شهادة خبرة عندما احتجت إليها مع العلم أنني كنت معلمة متميزة في مادتي وحب الطلبة لي وذلك لأنني أعمل بضمير وأعلم أن الله سيحاسبنا على إتقاننا في أي عمل نعمله، وأنا الآن بدون عمل بسب ظروف اضطرتني للسفر إلى مصر وترك العمل في المدرسة الخاصة التي كنت بها، وأود أن أقدم للعمل في مدارس أخرى لكي أعمل، وكلما سألت في مدرسة يسألون عن شهادات خبرتي، وأرد أنني عملت سنتين في مدرسة كذا هنا في الإمارات ولكن ليس معي شهادة وهذا لا يقنع وخاصة أن المدارس ترفض مجرد تقديم طلب بدون شهادة خبرة، وقد قمت بعمل شهادة من مصر تفيد أنني عملت سنتين في إحدى المدارس الخاصة -التي لم أعمل بها في الواقع- حتى أتمكن من التقديم للعمل هنا، وقد فكرت أن هذا حقي الذي لم تعطيني إياه مديرة المدرسة التي كنت أعمل بها -سامحها الله- فهل هذا جائز شرعا حيث إنني مدرسة بالفعل وكنت أرضي الله في عملي ولكن تنقصني شهادة الخبرة وأنا محتاجة للعمل حتى أساعد زوجي في تحمل أعباء الحياة، أم أن هذا حرام حيث إن هذه الشهادة تقول إنني عملت في مدرسة كذا وأنا لم أعمل بها، ولكن عملت في مدرسة أخرى بنفس عدد السنتين، أفيدوني أفادكم الله؟ وشكراً جزيلاً لسيادتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الحصول على شهادة الخبرة من المدرسة التي كنت تعملين بها حق من حقوقك، فإذا تعذر إثبات هذه الفترة من الخبرة بعد السعي في تحصيلها جاز التحايل عليها بما لا يضر بالغير، قال ابن القيم في زاد المعاد: يجوز كذب الإنسان على نفسه و على غيره إذا لم يتضمن ضرر ذلك الغير، إذا كان يتوصل بالكذب إلى حقه. انتهى.

وقال صاحب دقائق أولي النهى: ويباح الكذب لإصلاح بين الناس ومحارب، ولزوجة فقط. قال ابن الجوزي: وكل مقصود محمود لا يتوصل إليه إلا به. انتهى.

وقولنا بالجواز هنا مشروط بأن يكون العمل في التدريس في ذاته مباحاً كتدريس القرآن وعلوم الشرع والرياضيات والعلوم التجريبية ونحو ذلك، مع الالتزام بالزي الإسلامي والحجاب الشرعي، ونبذ التبرج والاختلاط المحرم ومواطن الفتنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني