الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلح خير ولابد من التنازل والتسامح من الطرفين

السؤال

هناك أخوان متخاصمان منذ زمن، والسبب مشاكل في الشراكة في البيت فالأخ الكبير هو من بنى البيت عندما كان في الغربة وعند عودته من الغربة! كان الأخ الأصغر قد زور كل ممتلكات أخيه باسمه بعد أن كان وكيلا’ لأخيه المغترب ثم دخل بينهم الناس وأصلحوا بينهم على أن يقتسم البيت نصفين بعد أن حلف الأخ الصغير بأنه شريك, ثم هدأت الأوضاع لمدة من الزمن وبعد مدة وكان الأخ الأصغر في أمريكا وجد الأخ الأكبر في خزان بيته حمامة ميتة وقد كان الماء ملوثا بالكامل علما بأن الخزان في الدور الخامس لايستطيع الوصول إليه إلا أولاد الأخ الأصغر وقد كان الخزان مغلقا بإحكام, فعندما اكتشف الأخ الأكبر موضوع الحمامة أرسل رسولا من الأقارب إلى أولاد أخيه يطلب منهم اليمين بالله بأنهم لم يضعوا الحمامة فرفضو بشده, فقام أحد أولاد الأخ الأكبر بالذهاب إلى المباحث للشكوى لكي يأخذوا البصمات فحضر المباحث ورأوا أثار الأقدام من سطحهم إلى سطح الأخ الأكبر وهي ذهاب وإياب فزدات المشكل توتراٌ وانفصل الأخوان عن بعضهم حتى الآن رغم أن الأخ الأكبر هو من ربى أخاه الأصغر وعلمه وزوجه ؟ فماذا تنصحون هذين الأخوين وماهي الطريق للصلح بينهما جزاكم الله عنهما ألف خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصح به الأخوين المذكورين وأبناءهم هو تقوى الله تعالى وصلة الرحم والبعد عن كل ما يجر إلى الشحناء والبغضاء وقطيعة الرحم ... من التسبب في آذية بعضهم بأي وسيلة. قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً {الأحزاب:58}. ويكون الإثم أعظم إذا كان ذلك عن طريق المكر والكيد... فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. رواه ابن حبان في صحيحه وله أصل في صحيح مسلم. كما نذكرهما بقول الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى: 40}. وعلى إخوانهم وأهل الخير جميعا أن يسعوا لإصلاح ذات بينهم، قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الحجرات:10}. وقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا بلى يارسول الله، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة. وفي رواية: لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين. رواه أحمد وأصحاب السنن. ولا بد من التسامح والتنازل من الطرفين وإزالة الأسباب التي أدت إلى المشاكل حتى تصفو النفوس وتطمئن القلوب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني