الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوفاء بالعهد من الأخلاق الواجبة في الإسلام

السؤال

سؤالي هو أن إحدى صديقاتي مرة عملنا أنا وإياها خيرا وهي استمرت عليه وطلبت مني أن أواصله بدلها وهي تهتم بآخر أنا في البداية وافقت وساعدتها بقليل منه وهو عبارة عن تصويت لأحد البرامج النافعة والدينية وبعد ذلك أعطتني تصويتات كثيرة وأنا تكاسلت والأوراق التي أعطتني إياها غير مرتبة وكثيرة وأنا أشعر بأنه ثقيل علي وما أعرف ماذا أعمل ولا أقدر أن أعيدها لها لأن بقاءها عندي كثير وأنا أخجل أن أقول لها أني لم أعمل الباقي ... فماذا أقول وأعمل ؟؟؟ وهل أنا آثمه إذا لم أخلص هذا العمل وعلي ذنب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت هذه التصويتات والاستبيانات تجلب نفعا كتطوير البرامج المذكورة وحسن إخراجها أو أدائها ونحو ذلك، وكنت عاهدت صديقتك على مساعدتها في توزيع تلك التصويتات وترتيبها، فإن الوفاء بالعهد من الأخلاق المهمة في ديننا الحنيف، وقد أمر به الله تعالى في قوله: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {الاسراء: 34}. وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من خلف الوعد واعتبره خصلة من خصال النفاق، قال: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر. وعليه فإذا كان خلفك لما عاهدت عليه صديقتك هو لمجرد التكاسل فإنك بذلك قد أثمت، وعليك أن تتوبي إلى الله مما أخلفت. وإن كان تركك لما التزمت به هو لسبب صعوبته وأنك لم تستطيعيه فلا حرج عليك في ذلك، فإنه: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها. وعليك أن تتداركي ما يمكن تداركه مما ذكرت، وتعتذري لصديقتك عما لا تستطيعين إنجازه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني