الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عشق المردان.. الداء والدواء

السؤال

إخواني أنا تقدمت بسؤال سابق بخصوص الشذوذ الجنسي لكن أعتقد أنكم لم تقرأوا السؤال فقد اكتفيتم بالعنوان أنا أخبرت أنه تركت فعل اللواط وجميع الأفعال القبيحة والأعمال القذرة ولكن مازلت أعاني بعض التصرفات العادية لكن عندما أقوم بها اتجاه هؤلاء الذي يتمتعون بجمال أشعر أن لها طابعا خاصا وأرجو أن تتفهموني وأنا في بعض الأحيان أنظر نظرات شهوة لكني أحاول تركها وما يسبب لي الكرب والهم أني أشعر أنهم مخدوعون في كصديق لهم لكن أريد ترك هذا الإحساس القبيح يا إخوان مع أني أعتقد استحالة تركه تماما .. وأيضا إخواني أنا أفكر فيهم دائما وأشعر أن حبي لهم أكثر من أي أحد آخر ..أرجو قراءة سؤالي السابق كاملا .. مع العلم أن الأجوبة التي وضعتموها أي الشروط اللازمة لترك اللواط الحمدلله أقوم بها جميعا .. ولكن أشعر أني أريد ترك هذه العادة لأمر ديني ولكن بسبب ما قلت أني أشعر أنهم مخدوعون في فكيف أصحح نيتي ....مع العلم أنهم يحبوني كثيرا وأنا أيضا أحبهم كثيرا ولكن يراودني إحساس أن حبي لهم فقط لجمالهم وهذا يظهر في معاملتي معهم .. فكيف أبتعد عن هذا الشيء ابتعادا تاما، وأرفق لكم الآن سؤالي السابق والمفصل راجيا أن لا تعرضوه للناس وأن تقرؤوه جيدا ..--------------السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : إخواني في الله أنا شاب في الخامسة عشر من عمري. وأعاني من مسألة الشذوذ الجنسي. وأنا والله أتألم عندما أشعر أنني هكذا .. وأحكي إليكم ماذا جرى لي لتفيدوني بالدواء .. منذ فترة طويلة مارست الجنس مع أحد الشباب من هم في عمري فعلم والدي ونصحني أشد النصائح فابتعدت عن هذا الفعل ..ثم والعياذ بالله بعد فترة منذ ذلك الحين عدت ومارسته من جديد .. وأيضا علم والدي وعاقبني ونصحني أيضا ثم تأتي فترات وأقوم به ولكن ليس بمفهوم اللواط أي ليس بكشف عورة .. ولكن الحمد لله منذ فترة ليست بقصيرة ابتعدت عن هذه الأفعال التي تثير الشهوة بشكل كبير.. ولكن للأسف إخواني أنا أشعر أن صحبتي مع الأولاد الذين يتمتعون بجمال تختلف عن صحبتي لأي شخص .. فوالله يا إخوان أشعر بالحزن لما هو في من هذا الشذوذ .. وأشعر أن هؤلاء الأصدقاء مخدوعون في بأنهم لا يعلمون أني في داخلي هذ الشيء .. مع العلم أنهم من أعز أصدقائي .. وأنا أحاول قدر المستطاع أن أبتعد عن هذا الشذوذ .. فالحمد لله تركت النظر إلى الصور الخليعة في الإنترنت التي كنت أسهر عليها الليالي .. والحمد لله أصبحت محافظا على الصلاة جماعة في المسجد .. ولكن إخواني ما زالت بعض الحركات توجد لدي وأشعر أنه لا مجال لتركها .. فمثلا : عندما أضع يدي على كتف احدهم ليس كما أضع يدي على كتف شخص عادي و .. وأني أشعر أني أنظر إليهم نظرة شهوة .. وأنا أحاول جاهدا إخواني اجتناب هذا الشيء .. فبعض الأحيان يأتي هذا الشاب الجميل ويراودني إحساس أن أنظر إلى أحد المواضع في جسمه ولكن أمنع نفسي عن ذلك فلا أنظر وهذا ما يدخل في قلبي أنه ليس من المستحيل ترك هذا الشذوذ .. علما آبائي العلماء أني تركت الأفعال التي تؤدي إلى اللواط أي الأفعال التي تثير الشهوة بشكل كبير .. ولكن ما زالت هناك بعض الحركات التي ليست بغريبة ولكن أشعر أن لها طابعا خاصا في قلبي عندما أفعلها مع الأولاد الوسيمين .. وأخيرا .. سمعت أن الحل الوحيد لهذا الداء هو الزواج . ولكن من سابع المستحيلات أن أطلب هذا الشيء من والدي خاصة وأنا في هذا العمر .. وأدعو الله راجيا منه أن يبعدني عن هذا الشذوذ والتحرش الجنسي .. آملا إيجاد حل شاف وكاف من فضيلتكم .. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإننا نحمد الله تعالى ونشكره على ما من عليك به من التوبة والإنابة إليه، ونسأله سبحانه أن يتم علينا وعليك نعمة الهداية والتوفيق لما يحب ويرضى. وإذا كنت قد تبت إلى الله تعالى التوبة الصادقة حقا فلا تترك للشيطان مجالاً يلعب بقلبك فله في ذلك طرق شتى ومصادر متنوعة، فقد يغري الإنسان بمحقرات الذنوب وصغائرها إذا يئس من أن يوقعه في الكبائر، وقد يشككه في صدق توبته وصحة إنابته إلى الله تعالى حتى يحرمه من لذة التوبة والإنابة والطمأنينة التي تعقب ذلك، وقد يؤدي ذلك إلى الانتكاسة، نسأل الله السلامة والعافية. فعلى التائب أن ينتبه إلى هذه المداخل الشيطانية ويحذر منها، ويسأل الله تعالى العصمة.

واعلم أنه قد تكون معك بقايا من داءٍ هو من أشد الأدواء فتكاً بالقلوب ألا وهو عشق المردان. ولكن قال صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد وصححه الألباني. وإن أنجح دواء لك هو قطع صلتك بهم مطلقاً، ولا تصاحب من يصاحبهم حتى لا يذكرهم لك أو يأتيك بأخبارهم فيهفو إليهم قلبك. وهذا الدواء فيه نوع مشقة، لكنه أكيد بإذن الله، وإن مما يعينك على تركهم علمك أنك تترك محبتهم والتعلق بهم لمحبوب آخر أعلى منهم هو الله جل في علاه. وانظر الفتوى رقم: 9360، فإن فيها بيان داء العشق ودوائه، وانظر الفتويين: 7413، 179. فإن فيهما بعض التدابير الشرعية الواقية من الوقوع في فاحشة اللواط ـ عياذاً بالله. هذا وقد سئل الإمام الرباني ابن قيم الجوزية السؤال التالي: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل ابتلي ببلية، وعلم أنها إن استمرت به أفسدت عليه دنياه وآخرته، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريق، فما يزداد إلا توقداً وشدة، فما الحيلة في دفعها، وما الطريق إلى كشفها؟ فرحم الله من أعان مبتلى، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى. فأجاب رحمه الله إجابة أبدأ فيها وأعاد، وأجاد فيها وأفاد، وإجابته تلك مطبوعة في كتاب اسمه: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي. أو ( الداء والدواء. فنحيلك عليه. نفعك الله به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني