الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر التلاحي على الأعمال الفاضلة

السؤال

هل صحيح أن مقاطعة شخص في العشر الأواخر يؤثر على ليلة القدر أو يضيعها ولو صلينا وقمنا الليل وهل هناك حديث في هذا الأمر، مع العلم بأن هذا الشخص يفوت على بعض الطاعات ومعظم الوقت يمضيه في النميمة والغيبة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للمسلم هجر أخيه المسلم فوق ثلاثة إلا لعذر شرعي كبدعة وفسق مثلاً، ومن ذلك هجر من يغتاب الناس ويمشي بالنميمة، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 23920.

ولم نقف على ما يدل على تأثير الهجران المحرم على ثواب قيام ليلة القدر، إلا أنه ثبت أن الهجران سبب للحرمان من مغفرة الذنوب، فقد قال صلى الله عليه وسلم: تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً؛ إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا. رواه مسلم.

ولعل السائل اشتبه عليه هذا بما ورد في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو يعلى، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه ليخبرهم بليلة القدر، فوجد رجلين يختصمان ويتلاحيان عند المسجد، فأتى ليحجز بينهما فأنسي ليلة القدر.

ثم من المؤكد على المسلم المحافظة على وقته من الضياع في مجالس اللغو والعبث، فهذه المجالس التي تشتمل على محرم كالغيبة والنميمة لا يجوز الجلوس فيها، لقوله تعالى: فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام:68}، وراجع الوعيد المترتب على الغيبة في الفتوى رقم: 45328، كما قال صلى الله عليه وسلم في حق النميمة: لا يدخل الجنة قتات. متفق عليه، والقتات: النمام.

فعلى المسلم أن يبتعد عن مثل هذه المجالس المحرمة، بل استثمار وقته فيما يفيده في دينه ودنياه، وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني