الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكلام بالسوء عن شخص لايعرفه المستمع

السؤال

ما الحكم في أن أتكلم عن أي شخص لصديقتي مثلاً وهي لا تعرف هذا الشخص الذي أتكلم عنه ويمكن أن يكون كلامي فيه غيبة له، ولكن هي لا تعرفه وأنا فقط أسرد لها موقفا حدث لي وجاء ذكر إنسان هي لا تعرفه، هل يكون علي إثم في ذلك، وإذا اغتبت أي إنسان ولو بكلمة واحدة أندم كثيراً واستغفر من ذنبي، ولكنني لا يمكن أن أذهب إليه وأستسمحه لأنني أغتبته حسب ما قرأت في الموقع، ولكنني أستغفر لذنبي ولزلة لساني، كما أنني أستغفر الله لمن اغتبته وأدعو له، هل هذه هي التوبة من هذا الذنب وهل يكفي ذلك لمحو هذا الذنب عني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سرد القصة أو ذكر موقف حدث مع شخص معين لمن لا يعرفه لا يعد غيبة، وكنا قد بينا ذلك من قبل فراجع فيه فتوانا رقم: 6082.

وعلى المسلم أن يتجنب الغيبة صغيرها وكبيرها، قال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ {الحجرات:12}، وفي حديث المعراج عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم، قلت من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. أخرجه أبو داود، ولأبي داود أيضاً: إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق.

فعليك أن تجتنبي أعراض المسلمين ولو بكلمة واحدة، وإذا وقع منك بعض ذلك فتوبي واستغفري، والأكمل أن تستسمحي من الشخص المغتاب فذلك من تمام التوبة، وإذا لم تقدري على التصريح له بالأمر فاستسمحيه في الجملة، وراجعي الفتوى رقم: 5976.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني