الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكاية الأقوال بين الكذب وعدمه

السؤال

كنت قد اختلفت مع أستاذي الذي قد امتحننا وطلب مطالب زائدة لنحلها ولكنني قد فهمت من كلامه أن أحد تلك المطالب إجباري والباقي من يحلهم يأخذ درجات أفضل ولكن معنى كلامه أنها ليست إجبارية ولكنه حاسبنا عليها كلها وأثناء النقاش معه في ذلك أعتقد أنني لم أقل له إن (ما معنى كلامه) هوأن أحد تلك المطالب إجبارى والباقي من يحلهم يأخذ درجات أفضل و لكنني أعتقد أنني قلت له إنه قد قال (كذا) ولم يكن قد قال ذلك (حرفيا) وأعتقد أنه كان يجب أن (أقول كلامه بالنص كما قاله) و إلا أقول ما معنى كلامك هو كذا بل وأخشى أن أكون قد قوَّلته ما لم يقله أصلا أي جئت بكلام زائد و قد عمل امتحانا آخر بعدما شكونا إليه أننا فهمنا كلامه بالطريقة التي ذكرتها من قليل وأنا أخاف أن يكون ما قلته له هو سبب عمله ذلك الامتحان فيكون حصولي على درجات جديدة إثم و باطل وقد أخبرته بخطئي أثناء مناقشته في إعادة ترديد ما قاله و لكن بعد معرفة درجتي في الامتحان الأخير. فما العمل في ذلك الموضوع؟ وهل يجب أن أسأله إذا كان ما قلته له هو سبب عمله لذلك الامتحان ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله تعالى قد حرم الكذب في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، والكذب هو الإخبار بالشيء بخلاف ما هو عليه على وجه العلم والتعمد، وهو كبيرة من الكبائر. ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا. وواجب المسلم أن يبتعد عن الكذب كله صغيره وكبيره، وليس من الكذب أن ينقل الخبر بالمعنى؛ لأنه من الصعب ضبط الكلمات التي قالها الشخص وحكايتها دون زيادة أو نقص . ولا من الكذب أيضا أن ينقل المرء عن غيره ما اعتقد أنه هو المقصود من كلامه. وعليه، فإذا كنت حكيت مقالة أستاذك بالمعنى أو حكيت ما اعتقدت أنه هو مقصده مما قال فإنك لا تعد بذلك كاذبا. وإن كنت غيرت في كلامه قصدا مع علمك بمدلول ما قاله فذلك هو الكذب، وعليك أن تتوب منه. وأما موضوع الامتحان وتغييره أو إبقاؤه فتلك أمور من اختصاص الأستاذ أو الهيئة الموكول إليها ذلك. ولا شيء عليك فيما أعادوا أو غيروا أو بدلوا منه، وسواء كان الحامل لهم على ذلك هو كلمتك أنت أو غيرها، فلا إثم عليك فيه إلا من حيث حصول الكذب منك إن كان حصل على وجه العلم والعمد، وليس يلزم أن تسأل الأستاذ عما إذا كان ما قلته له هو الحامل له على إعادة الامتحان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني