الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إخبار المظلوم عن ظلم الظالم ليس غيبة

السؤال

هل من تشتكي إحدى صديقاتها لصديقة أخرى أو من تشتكي زوجها لصديقتها وهي تسرد وقائع حدثت بالفعل ولم تزد شيئا ولم تتركه مثلا هل هي بذلك تكون قد اغتابت هذا الزوج أو تلك الصديقة التي تشتكي منها؟ أريد أن أعرف الجواب الصحيح ولكم جزيل شكري وامتناني.... أرجو إجابة الأسئلة بوضوح مع عدم إحالتي إلى فتاوى أخرى حتى أستطيع الاستفادة من الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلمي أيتها الأخت الكريمة أن الأفضل في مثل هذه الحالة هو الصبر وعدم شكوى الزوج أو الصديقة أو غيرهما، قال الله تعالى: وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}، وقوله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {المؤمنون:96}.

ولكن يجوز ذلك إذا حصل منهما ظلم، وخاصة إذا كان من يشكو إليه المظلوم قادراً على إزالة الظلم وتخفيفه، لأن الله تعالى يقول: لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ {النساء:148}.

قال الإمام البغوي في تفسيره: يعني: لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم، يجوز للمظلوم أن يخبر عن ظلم الظالم وأن يدعو عليه، قال الله تعالى: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ {الشورى: 41}.

قال الحسن: دعاؤه عليه أن يقول: اللهم أعني عليه، اللهم استخرج حقي منه. اهـ
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني