الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثواب من رد عن عرض أخيه

السؤال

سؤالي هو: أنه كانت لي صديقة كانت تفتري على أختين كانتا تدرسان معنا بالجامعة وهما على قدر كبير من الاحترام والانضباط كما كنت آراهم أنا وأختي والجميع، صديقتي تفتري عليهم بأبشع الصور وتريد أن تأخذ عليهم أي مأخذ لتنشره للناس، مع العلم بأنها مستفيدة من علاقتها معهم وتدعي بأنها صديقتهم الوفية وهم يحسبونها طيبة، بدأت هذه الفتاة بالطعن بشرف الأختين، سؤالي هو: هل يجوز لي تحذيرهم وإخبارهم بالحقيقة لأننا كنا ننوي خطبة واحدة منهم لأخي، وقد كنت قد أخبرت أهلي بجزء مما تقوله صديقتي (قبل أن نفكر بخطبتها)، فأهلي مترددون بشأن خطبتها لأخي، أنا فقط أقيس الموضوع فأجد أن الأختين ستظلمان إن بقيت هذه الفتاة على حالها وهي تتربص بهم وتحلل تصرفاتهم على هواها؟ وشكراً لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن عليك أن تحاولي منع صديقتك من الافتراء على هاتين الأختين وترك الطعن في شرفهما، وتردي عنهما بما تعلمين من أخلاقهما الطيبة، ففي الحديث: من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.

وفي الحديث: ما من امرى يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. رواه أبو داود وحسنه الألباني.

وعليك أن تنصحي الأختين بالحذر منها، والحفاظ على التعوذ والأذكار المأثورة، وسؤال الله العافية، وراجعي الفتوى رقم: 55547 في بيان كون تحذير المظلوم من الظالم لا يدخل في الغيبة ولا النميمة.

وأما نشرك لافتراءات صديقتك وإخبارك أهلك بها فإنه لا يجوز لما فيه من نشرك لافتراءاتها ومشاركتها في انتهاك عرض الأختين، فعليك أن تتوبي إلى الله من ذلك. وأما نية أهلك خطبة إحداهما للأخ فإن كانت مرضية في الدين والخلق فعليكم أن تستخيروا الله في الموضوع، ولا تمنعكم أقاويل المفترية من ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني