الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قبول العذر من شيم الكرام

السؤال

لي صديق سابق سبب لي أذى كثيرا واجتنبته -والله تعالي أعلم بصدق كلامي- خشية أن يتمادي في ممارسة هذا الأذى، وبعد فترة طويلة تزيد على العام من هذا الخصام حاول الاعتذار بطرق مختلفة، لكن الأذى الذي ألحقه بي وبسمعتي بين أصدقائي كان كبيرا ويندرج تحت اسم البهتان، لكني أجد قسوة غير معهودة تجاهه وأرفض رفضا تاما معاودة الاختلاط به لعلمي عن سابق تجربة أنه سيعاود سلوكه السابق، السؤال الآن: هل هذا الهجر يدخلني تحت طائلة من لا ترفع أعمالهم للخصام، لقد دعوت الله سبحانه وتعالي أن يغفر لي وله وأن يسامحه إن كان مخطئا بالفعل في حقي عن قصد، لكنني لا أستطيع مصادقته مرة أخرى فهل علي إثم في ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنا ننصحك بالتعوذ، والحفاظ على أذكار الصباح والمساء والدخول والخروج، وأن تسأل الله العافية في عرضك ومالك، ولا مانع من التحفظ من مخالطة هذا الرجل إن كنت لا تأمن منه العودة لسابق أخلاقه، ولكنه يتعين عليك ترك هجره، ويتحصل ترك الهجر بالسلام عليه، لما في الحديث: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. رواه البخاري ومسلم.

ثم إنا ننصحك بقبول العذر من صديقك إذا لاحظت صدقه، فإن قبول العذر والصفح والعفو من شيم الكرام، وقد قال الله تعالى في صفات المتقين: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}.

ولا مانع أن تطلب منه أن يظهر الاعتذار أمام أصدقائك، وأن يكذب نفسه فيما قال من البهتان، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 53141، 25074، 55821، 23920.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني