الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

كيف يكون رد المظالم من حيث لو كان بيني وبين أحد كراهية بسبب عداوتهم مثل زوجة أبى وابنتها زوجة أخي وردهم كل ما يأتيني من خير لأنني لا أرد عن نفسي وأسكت وأنا اغتبتهم أمام صديقتي بسبب ما لقيته وفي حالة غضب منهم وهذا الذي قلته فيهم هو صحيح ولكنه غيبة وأنا أريد أن أبرئ نفسي من الغيبة في حقهم لكي لا أحمل نفسي الإثم بسببهم فماذا افعل وهم لا يعلمون أنني اغتبتهم أمام أحد؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغيبة محرمة بكتاب الله وسنة رسوله وإجماع المسلمين، وسبق حكمها في فتاوى منها الفتوى رقم: 40863 والفتوى رقم: 6710

ويجب التوبة من الوقوع في الغيبة بشروط التوبة التي سبق بيانها في الفتوى رقم 29785

ومنها التحلل ممن اغتبته ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ ولا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْه. رواه البخاري.
وقد قيد العلماء وجوب التحلل بما إذا لم يؤد إلى مفسدة عظمى كالمهاجرة والشقاق. ورأى بعضهم أن على المرء أن يحاول أن يستسمح أخاه في الجملة بدون أن يعين له نوع الحق الذي هو له عليه.

وأن يدعو له، ويستغفر له، ويظهر ما يعلم من محاسنه في مقابل إساءته له بالغيبة.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني