الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تمزيق المال عند الغضب

السؤال

السؤال هو : أنا كنت مضايقة وغضبانة جداً فقمت بعمل غريب وهو أنني من شدة الغضب قمت بتقطيع مبلغ من المال وهذا كان خارجا عن إرادتي فما حكم الإسلام في ذلك أو فيما حدث؟
أفيدوني أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغضب وأسبابه وذلك لما يترتب عليه من عواقب وخيمة. فقد روى البخاري وغيره أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارا فقال: لا تغضب. وفي رواية غير البخاري: ففكرت حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله. وفي رواية: لا تغضب ولك الجنة.

ونقل الحافظ في الفتح عن ابن النين قوله جمع صلى الله عليه وسلم في قوله لا تغضب خير الدنيا والآخرة، والإسلام يحترم المال ويأمر بحفظه وينهى عن تبذيره والإسراف في استهلاكه ولو كان ذلك في الحلال، فما بالك بتعمد إفساده مباشرة!

وقد نهى الله عز وجل في محكم كتابه عن الفساد فقال سبحانه وتعالى: وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا {الأعراف: 56} وقال تعالى: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ {البقرة: 205}.

وعلى ذلك، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى مما فعلت، فإنه لا يجوز لك، وإذا كان الغضب قد غلب على عقلك بحيث أصبحت لا تميزين أن ما بيدك أوراقا نقدية أو أوراقا عادية فإنه لا إثم عليك إن شاء الله تعالى، لأن التكليف مناطه العقل، فإذا فقد العقل سقط التكليف.

ولكن ذلك لا يسقط عنك حق الغير، فإذا كان المال لشخص آخر فالواجب عليك أن تقضيه ما أتلفت من ماله فالخطأ والعمد في أموال الناس سواء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني