الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هتك الأسرار من النميمة

السؤال

لقد تم عقد قراني على شاب قبل سنة تقريبا ولم يتم زفافي إلى بيته إلى الآن وذلك لعدم تصريفه الجيد للمال. قبل ثلاثة أشهر تقريبا اكتشفت أنه يتكلم مع فتاة وهي من أقرباء زوجة أبيه. بحجة أنه يريد الزواج منها وأن بي نقصا فقلت له بأني لا أعيش معه لكي أخدمه فكيف يقول إن بي نقصا. حاولت نصحه ونصحها يتركها فترة ويرجع ويكلمها ومع مرور الأيام اكتشفت أنه ليس جادا في الزواج منها فتارة يقول لي إنها عديمة الأخلاق لأنها تتصل به، ويقول إنه فقط يريدها لعمل البيت، ويقول إنه لا يشعر بأنه جاد، ويقول أشياء كثيرة. فأردت أن أنبه الفتاة أن زوجي ليس جادا في الزواج منها وقلت لها كل شيء قاله عنها لكي تعرف مكانتها عند زوجي. ولم يكن بنيتي أن أشوه سمعته وطلبت منها أن لا تخبر أحدا عنه وأخذت منها عهدا ولكنها نكثت العهد وأخبرت امرأة كبيرة في السن تعرفها وتعرف زوجي فهي تتصل بزوجي وتقول له فلانة مريضة، وفلانة تبكي وهكذا.... وهي بدورها قامت وقالت لزوجي إن فلانة تقول لك بأن لا تلعب عليها وأخبرته بالذي قلت لها وسألني زوجي فأخبرته بالحقيقة ورد علي وقال بأني واشية، قلت له لا أنا لست كذلك ولم يكن قصدي بأن أشوه سمعتك ولكن أخبر الفتاة بحقيقة مشاعرك تجاهها وأن لا تتعلق بالأوهام. وسؤالي هو هل أنا بفعلي هذا أصبحت وشاية أو واشية أخبروني.أرجوكم لكي أستغفر ربي من هذا الذنب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما أقدمت عليه من نقل الخبر إلى هذه المرأة يعتبر نميمة وكشفا لسر الغير، قال صاحب الزواجر عن اقتراف الكبائر: فحقيقة النميمة إفشاء وهتك السر عما يُكره كشفه، وحينئذ ينبغي السكوت عن حكاية كل شيء من أحوال الناس.اهـ. والنميمة محرمة ومذمومة، قال تعالى: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ {القلم:11}. وفي الحديث المتفق عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة نمام. وقوله: أنهما يعذبان وما يعذبان في كبير؛ أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول. رواه البخاري ومسلم. وعلى هذا فالواجب عليك التوبة والاستغفار من تلك المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني