الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكذب المشتمل على غش وخداع أشد حرمة

السؤال

أنا شاب في الثانية والثلاثين من العمر وأب لطفلين ومطلق. هداني الله عز وجل للتعرف على إنسانة مؤمنة عندها ما يكفي للحفاظ على الشطر الأول للإنسان. ولكن أنا مصري وهي ليبية والعرب بصفة عامة لا يزوجون لغير جنسية بلدهم مع ما توارثوه من عادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان ويعلمون جيدا أن هذا خاطئ شرعا ولكن الحكم في النهاية للعادات والتقاليد!! إخوتي الأعزاء: هل يمكن أن أقول إنني ليبي ولكن ليس معي ما يثبت من أوراق وإنني أعيش بمصر ؟ ويكون بصحبتي ليبيان وأنا أتقدم لطلب العفاف منهم؟ إذا فعلت هذا فإنه من المؤكد بعد مشيئة الله عز وجل أن نتزوج وبدون مشاكل. ولكنني متردد جدا لأني أعلم أن الزواج ليس فقط رجل وامرأة فهو اكتمال للصلة بين الناس والأسر فهل أبدأ ذلك بكذبة ؟ إنني متحير جدا إنها إنسانة كما قال صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين وخاصة وأنني لي تجربة أليمة من قبل. فماذا أفعل؟ وجزاكم الله خير الجزاء وحسن الصواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن الكذب محرم بجميع صوره وأشكاله، لما يترتب عليه من المفاسد، ولهذا جاءت نصوص القرآن والسنة محذرة منه ومن أهله. ففي القرآن يقول الحق سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ {التوبة: 119} وثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه واللفظ لمسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.

وتزداد حرمة الكذب أكثر إذا اشتمل على غش وخداع، وعلى هذا، فلا يجوز لك أن تقول إنك من تلك الجنسية لتحصل على موافقة أهل تلك الفتاة بالسماح بزواج ابنتهم، لما في ذلك من الغش والكذب لغير مبرر إذ لم يتعين الكذب وسيلة لذلك الأمر، ولما يتوقع من مفاسد فيما يستقبل من الزمان بينك وبين أهل هذه المرأة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني