الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في إيجاز أختي مخطوبة لشخص سيء فهو متزوج ولها أولاد ولكنه تركهم من أجل الزواج من أختي، فحكمنا عليه من هذا المنطلق أنه ليس له أمان ، وخصوصا بعد أن تحدثنا مع زوجته واتضح أن له ولدا مريضا بالصرع وهو لا يملك حتى المال لكي يشتري بيتا جديدا ليتزوجا فيه، وفي ظل هذه الظرف الصعبة بالنسبة لأمي ماتت متحسرة عليها بعد أن مرضت مرضا شديدا وأصبحت لاترى ولا تتحرك، ثم بعد ذلك ماتت وأبي أيضا متوفى ولكن منذ 20سنة إذ لا أحد يستطيع أن يوجهها إلى الصواب، ومؤخرا رفعت أختي قضية لكي تكتب شقة أبي الايجار باسمها ، وتقول لي إنني ليس لي أي حق قانونا في هذه الشقة ولكن لي شرعا، وتقول إن هذا لا يعني أن تعطيني حقي فيها حاليا ولكن حين تباع الشقة وأنا أحتاج هذه الفلوس في حياتي وهي حاليا قاطعة لأهل أبيها وأمها من أجل هذا الرجل وقاطعتني أنا أيضا حاولت أكثر من مرة أن أتودد إليها ونجحت بعض المرات ولكن مجرد أن تخرج تقاطعني ثانيا وإذا سألتها ماذا حصل تغضب وترد بطريقة وحشية وتقاطعني مرة أخرى، وأخيرا اتفقنا مع بعض على أنها تلغي القضية هذه وتوكل المحامي الذي أتت به من أجل أن يرفع لها القضية ووافقت واكتشفت بعد ذلك أنها تضحك علي ولم تلغ القضية ، وأخذت عقد الشقة ، مرة أخى بغير علمي واشتبكت معي وقالت إني ليس لي حق في هذه الشقة وإن هذه شقتها لوحدها، هي التي تعيش فيها فقط، وأنها ستتزوج هنا وأن علي أن أمشي وتدخل الكثير من الأهل في حل هذا الإشكال وأقنعها بأن هذا الرجل وتر العلاقه بيننا فرفضت رفضا باتا وقالت إن هذا الرجل هو الذي يحبها فقط ولا أحد غيره إأنا جميعا نكرهها أنا لا أريد أن أكلمها مرة ثانية ومللت من تصرفاتها وهي تخرج كل يوم من الساعة 7ص إلى 10 ليلا ولا أحد يعلم أين هي وترفض أن تقول لأحد أين كانت أنا عملت معها كل ما يمكن عمله منذ أيام ما كانت أمي موجودة إلى الآن ولكن لم أفلح، ما هو حكم الدين فيها؟ علما بأني لن أحاول أن أكلمها وهي أصلا لن تحاول ذلك طبعا ،أريد أن أعرف كيف أتصرف ، وإذا لم أكلمها وسببتها فما هو حكم الدين في ذلك؟ وجزاكم الله كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليكم نصحها وتذكيرها بالله تعالى، وعلى أقاربكم كأعمامك أو أخوالك منعها من الخروج الذي لا يجوز كأن يكون مع أجنبي أولأماكن الفسق والفجور ، فإن لم يقدروا على ذلك، فنرى أن تواصلوا جميعا في نصحها وتذكيرها بالله تعالى، وتخويفها من عقابه لعل الله أن يغير حالها، وقطيعتها لمحارمها وأختها لا تجوز، وأما أنت أيتها السائلة فلا إثم عليك في هجرها بعد نصحها وتذكيرها، إلا أننا نرى أن مواصلة النصح إن كانت تفيدها فهي أولى من الهجر . وأما الشقة فإن كانت ملكا لأبيك فلك حق فيها لا يسقط وإن كانت إيجارا كما هو الظاهر فليست أيضا أحق منك بنصيبك منها كشقة مؤجرة، وراجعي للأهمية الفتوى رقم: 43041، والمرجع في ذلك يكون إلى المحكمة الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني