الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بين المزاح والسخرية والاستهزاء

السؤال

هل يجوز القيام بمقالب اتجاه الغير برغبة الضحك؟ وهل يعتبر من الكذب أو الخداع؟
( مثل :رأيت فتيات يستخدمن بطاقة الهاتف بعد كشط السواد عن الرقم ..بعد ذلك يقمن بتلوين الرقم بالقلم الأسود مرة أخرى ووضع البطاقة في الكيس المخصص لها _للادعاء أنها غير مستخدمة_ ثم يرمونها على بعد منهم ليروا موقف الأخريات وهن يلتقطنها من على الأرض ، ليسخرن ويضحكن ، ولا يكتفين بذلك بل ويستدعين زميلاتهن للضحك معهن) ..
فقد نصحتهن بالكف عن هذا لأنه لا يجوز لما فيه من سخرية بالمسلم من أخيه بدافع الضحك..فقلن لي إن المقالب غير الجائزة هي المضرة منها فقط وليس في هذا شيء..
فما ردكم على هذا العمل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان على سبيل المزاح والمباسطة فلا بأس به بين الإخوة والأصدقاء ما لم يكثر ويتجاوز حد الاعتدال، وقد سبقت الإجابة على حكم المزاح وشروط جوازه وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه، نرجو الاطلاع عليها في الفتاوى التالية أرقامها: 19225، 116140، 12643.

أما إذا كان ذلك بقصد الاستهزاء بالآخرين والسخرية منهم وإحراجهم أمام الناس فإن ذلك لا يجوز، لما فيه من أذية المسلم والسخرية منه، وقد قال الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا {الأحزاب: 58} وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ {الآية: الحجرات: 11}.

وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 15186،35551 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني