الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إني صاحبة الفتوى رقم 268658 كنت أرسلت للسؤال عن الفتوى ولم أكمل سؤالي وهو كيف يكون قطع لسان من قامت بتلميح ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تبين لنا من سؤالك أنك تعانين فعلا من غيرة شديدة، مصحوبة بوسواس قوي، جاء نتجية لهذه الغيرة المفرطة. وعليه فإننا ننصحك بترك هذه الوساوس والأوهام، فإنها تؤدي بك في نهاية الأمر إلى مفاسد ومخاطر جمة لا تحمد عقباها ، وذلك لأن التمادي في هذا الوسواس قد يحدث الشقاق والخلاف بينك وبين زوجك، هذا زيادة على أنها عامل قوي للإصابة بالأمراض النفسية، وللسلامة من ذلك لاتصدقي ما يقول الناس عن زوجك، ولا تلتفتي إلى قولهم، بل أظهري لزوجك الحب والتودد، ثم إنه على افتراض أن زوجك على علاقة محرمة مع زوجة جاره فعلاج الأمر هو نصيحته وتخويفه بعذاب الله تعالى إذا لم يتب، ثم بلفت نظره إلى أن ذلك عمل مشين وقبيح يضر بسمعته وسمعة الأسرة جميعا، وليقس حاله بالغير، فإذا كان ذلك لا يرضاه لزوجته ولا لأبنائه ولا واحدة من قريباته فكذلك الناس لا يرضون ذلك، فإن أفاد هذا فيه فاحمدي ربك على ذلك، وإلا فواصلي النصح له، ونسأل الله أن يهديه.

وأما فيما يتعلق بتلك المرأة التي تزعمين أن لزوجك بها علاقة محرمة، فإن تحققت من ذلك فاعملي على إبعادها عنه بالطرق الشرعية كتهديدها وفضح أمرها أو بتبليغ زوجها فذلك الأولى، وإذا لم تقبل النصح أو لم يفد فيها ذلك فهجرها لهذا الغرض أمر مشروع إن كان يردعها عن ذلك.

والخلاصة أننا ننصح السائلة بالتأني والحكمة في هذا الموضوع الذي تعاني منه. ونقول لها، إن ما تتهم به زوجها لا يبرر لها ما هي فيه من القلق، ولا يسوغ لها طلب الطلاق ما دام أمرا غير ثابت، وإنما هو عن طريق التلميح والإشارة ونحو ذلك، وما يقوم به بعض الناس من الوشاوية بين الزوجين وإبلاغ أحدهما عن الأخر أمرا يكرهه منه هو من قبيل النميمة والإفساد بين الزوجين، وهذان أمران كل منهما محرم في حد ذاته، فكيف إذا اجتمعا.. لذلك فإننا ننصح مرة أخرى بالإعراض عمن جاء بوشاية من هذا القبيل، وعدم الاستماع أو التصديق لما يقول. كما يجب عليه هو أن يكف عن هذا، وأن يتوب إلى الله تعالى منه، وليعلم أن الإفساد بين الزوجين أمر خطير ويكفي في ذمه وقبحه زيادة على ما يترتب عليه من الإضرار بهما أو بأحدهما وبسائر أفراد أسرتهما ـ أنه من فعل السحرة والشياطين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني