الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محبة الخير للآخرين من كمال الإيمان

السؤال

أنا طالب جامعي فعلت أمرا لا أدري هل هو صحيح موافق للدين أم لا. هذا الأمر هو:أنني انخرطت في معهد ليلي لدارسة التسيير و لم أقل لأحد من أصدقائي في الجامعة أو حتى أصدقاء المسجد خوفا من الحسد فهل هذا موافق للدين؟ أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تعني أنك كتمت عن أصدقائك موضوعك هذا، وأنهم لو علموا به شاركوك في الانتفاع بتلك الدروس، وأنت تسأل عن حكم هذا الكتمان. فنقول لك: إنه ينبغي للمسلم أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه، ومن ذلك –طبعا- إخباره بالأمور التي يمكن أن تجلب له نفعا أو تدفع عنه ضرا. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. متفق عليه.

قال ابن حجر: ما يحب لنفسه أي من الخير كما عند الإسماعيلي، والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدنيوية والأخروية، وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها. فعلى المسلم أن يهتم بأمر إخوانه، ويسعى لهم حسب طاقته في جلب الخير ودفع الشر.

وعليه، فقد كان ينبغي لك أن تخبر أصدقاءك بهذه الدروس الليلية لينتفعوا بها مثل ما انتفعت بها أنت. وذلك هو الأفضل لك، ولكنك إذا كان الحامل لك على كتمانها هو أنك تخشى الحسد –كما ذكرت- فلا نرى بأسا في ذلك، لأن من واجب الإنسان ومن حقه أن يجنب نفسه كل ما من شأنه أن يجلب له الضرر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني