الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لدي مشكلة تؤرقني وهي أنني وفي بعض الأحيان ربما أتساهل في أداء العبادات ولكن في نفس الوقت لا أقبل لنفسي أن آكل حراما قط وفي بعض الأحيان ولشبهة بسيطة أتنازل عن الكثير من الحقوق الخاصة بي وغير ذلك فمثلا كان لدينا طفلة يتيمة هي ابنة عمتي المتوفاة وكان أبوها إذا أتانا ونحن صغار يحضر لكل الأسرة فواكه وغير ذلك وكانوا لما يعطونني نصيبي من ذلك كنت أتحايل لأخرج من المنزل لأقذف بهذه الفاكهة من رأس المنزل ظنا مني أنني آكل مال اليتيم، وهكذا استمرت معى هذه الحالة فصرت أتنازل عن شراء كثير من الأشياء بحجة أن من أشتري منه ربما يكون قد حصل عليها بطريقة غير شرعية أفيدوني وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالتساهل في العبادات ليس من شيم المؤمنين، وكل ما أمر الله به أو أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يطبق حسب الاستطاعة، استجابة لقول الله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور: 63}.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم. متفق عليه.

ثم إن الابتعاد عن ترك الحرام واجب، ولكنه إذا تحول إلى تنطع صار مذموماً، روى مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هلك المتنطعون... قالها ثلاثاً.

والذي ذكرته من التحايل لقذف الفواكه وغيرها مما يهدى إليك به، وتنازلك عن شراء أشياء خوفاً من أن يكون الذي تشترين منه ربما يكون قد حصل عليها بطريقة غير شرعية، ونحو ذلك داخل في التنطع وليس من الورع.

واعلمي أن اليتيم في الشرع هو ما كان من جهة الأب، لا الذي من جهة الأم، مع أن الابتعاد عن أكل أملاك الغير هو الواجب، ولو كان صاحبها غير يتيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني