الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجوع المظلوم عن مسامحته وعفوه هل يؤثر على توبة الظالم

السؤال

إذا أخطأ شخص في حق شخص آخر وقام المخطئ باستسماح الشخص الذي أخطأ في حقه فسامحه وتاب المخطئ إلى الله توبة نصوحا خالصة وعادت العلاقة كما كانت ولكن بعد تسع سنوات قرر الشخص أنه لن يسامح المخطئ على الذنب القديم دون أي مستجدات فهل لا تقبل توبة المخطئ؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن سماح المظلوم مثل الهبة، فيعتبر تنازلاً منه عن حقه السابق، ومن المعلوم أن الهبة بعد قبول الموهوب له لا تسترجع لما في الحديث: لا يحل للرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

وبما أن هذا الشخص المخطئ قد تاب إلى الله وتحلل من المظلوم وسامحه، فنرجو الله أن يقبل ذلك منه، ولا يكون رجوع هذا المظلوم معوقاً لقبول التوبة، ففي الحديث: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. رواه البخاري.

هذا، وننصحك بالاعتذار إليه مرة أخرى والإحسان إليه لتسلما من حصول شنآن بينكما في المستقبل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني