الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكرام أهل الزوجة دليل على المروءة وحسن الخلق

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب متزوج من شابة من غير المدينة التي أقطن فيها تبعد عني حوالي 400 كلم عندما تسافر زوجتي لزيارة أمها لا أجد الجو الأنسب فأضطر للرجوع لبيتي في نفس اليوم، زوجتي تقول لي أني لا أعطيها الوقت الكامل لمرافقة والدتها مع العلم أن هذه الأخيرة تتدخل في كل شيء وتعرف كل شيء مما يزعجني وكثيرة البخل مع ضعفها المادي والمعنوي, ولما تأتي لزيارتنا فنفس المشكل مع إطالتها للزيارة وبالطبع إن حالة بنتها بعد زواجها بي أفضل بكثير ولا تشكو لها من أي شيء إلا أنها تتدخل فيما لا يعنيها، مثلا أنادي زوجتي فترد مكانها في بعض الأحيان أقول لها أنا متزوج من ابنتك وليس منك ولي منها ولد فلا أريد ابني أن ينشأ ووالداه منفصلان بسبب جدته التي لم يسبق لها أن أهدته ثيابا جديدة في وقت زيارته مع أنه والحمد لله لا يحتاج لها في أي شيء، تحب السيطرة وأنا لا أطيق هذا ولا أريد أن أتصرف بغير عقل، أخسر بيتي ، هل آثم في زيارتي هذه القصيرة المدى؟
ولكم جزيل الشكر والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهل هذا يعتبر من الغيبة لما أكلم أحدا عنها حتى أفرغ عن قلبي مما يصيبني من الحسرة على هذا الزواج بسبب أم زوجتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإكرام الأصهار وتبجيلهم وتوقيرهم من الأمور التي ندب الشرع إليها، وهي دليل على المروءة وحسن الخلق وسبب قوي لإدامة العشرة بين الزوجين وتوطيد للعلاقة بين أسرتيهما، وقد نص بعض العلماء على أن الصهر خلطة تشبه القرابة، وانظر الفتوى رقم: 64686.

ومن هنا تعلم أن وصفك لأم زوجتك بالبخل ونحو ذلك من الأمور التي تستقبح عادة مناف للتقدير والتوقير الذي ينبغي أن يكون نصيبها منك، هذا فضلاً على أن القيام بذلك هو غيبة، ولا يخفى ما في الغيبة من الحرمة، وهي في الشرع: ذكرك أخاك بما يكره وإن كان فيه، فالواجب عليك الحذر من الوقوع في شيء من ذلك، وإن صدر منك فيجب عليك التوبة منه واستحلال حماتك منه.

أما بخصوص زيارتك القصيرة لأم زوجتك فلا تأثم عليها، لأنها لا تجب عليك أصلاً إلا إذا كانت ذات رحم لك كأن تكون عمتك أو خالتك مثلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني