الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وفاء الأب بوعده لابنه

السؤال

أحببت الذهاب إلى مكة من أجل العمرة لأن أبي وعدني قال لي عندما تحصل على الباكالوريا فاختر ما تشاء فاخترت عمرة فإن قلبي مشتاق لرؤية مكة كثيراً، وأنا عمري 18 سنة أحلم بها كثيراً وأحبها، لكن الآن رفض أبي لأنه هو مازال لا يريد الذهاب لأنه مازال يزني رغم كبر سنه 55 سنة قال لي أنت صغير؟ جزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه ينبغي لوالدك أن يفي بوعده ولكنه إذا لم يف به فإنه غير آثم لأن الوفاء بالوعد مستحب عند الجمهور وخصوصاً إذا لم يترتب على التراجع عن الوفاء به ضرر للشخص الموعود، وانظر الفتوى رقم: 17057.

وقيل يجب الوفاء بالوعد وانظر الفتوى رقم: 12729، ثم إنه قد يكون الغرض عنده من الوعد أن يشجعك على التعليم وهذا وحده مقصد محمود.

ثم إن الأمر الذي ذكرته عن أبيك أمر خطير لا يجوز أن يوصف به مسلم من غير بينة فكيف إذا كان الموصوف به الوالد من طرف ابنه، فانظر ما تقول فإن قذف المسلم بالزنا من كبائر الذنوب، وانظر الفتوى رقم: 15776، والفتوى رقم: 9731.

ومهما يكن من أمر فإنه يجب عليك أن تحترم والدك ولو كنت تعلم أنه يمارس المحرمات، وعليك أن تعظه وتذكره بلطف أو تطلب ممن تعلم أن له تأثيراً فيه من الصلحاء أن يعظه ويذكره من غير أن تكشف عن حاله، وكذلك مسألة العمرة فإن كان يستطيع الحج والعمرة فالراجح من أقوال أهل العلم أنهما واجبان على الفور على المستطيع، فلعله إذا حج أو اعتمر تاب إلى الله تعالى، وإذا استطعت عليهما وجب عليك أداؤهما، وانظر للفائدة هاتين الفتويين: 11152، 6546.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني