الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أول دواء العشق ومنتهاه

السؤال

أعاني من العشق من فتاة تزوجت بعد فراقنا والمصيبة أني لا أتحمل غيرتي عليها وأريد أن أتخلص من كل ذكرياتي ولا أستطيع فهي تقوى ليلا ونهارا رغم المدة الطويلة لفراقها حتى أني لا أريد أن أكمل تعليمي بالمعهد لأنها تسكن هناك وتزيد حالتي اكتئابا فظيعا إذا مررت هناك..ومن أصعب المصائب أني لا أستطيع قراءة القرآن والصلاة وأي من العبادات لأني كنت ضالا قبل معرفتي بها وكانت سببا في هدايتي بالدنيا ولا أقدر أن أرجع للدين بسبب زيادته لذكرياتي لها بالدين....جربت الرقية الشرعية والدعاء والصلاة والطاعات ولا أريد أن أرجع للطاعات لا أريد أن أتذكر أي شي عنها ليغفر ربي لي لأنه يجب أن يكون قلبي بالطاعات فقط معه وأنا أحاول أن أرجع للصلاة والقرآن والدعاء زاد اكتئابي وأحس بانهيار بقوتي ومشاكل بمعدتي وكسلا فظيعا حتى الرياضه حرمت منها لانزعاج دائم من الافكار بها والاكتئاب فماذا بقي إن لم أعالج نفسي بالدين والرياضة والانشغال بالدنيا والأهل؟ علما بأنني خطبت إنسانة أحبها جدا وتحبني جدا ولم ينفع أن أنسى أي شيء عن سابقتها التي تزوجت ....قرأت كتبا دينية لابن القيم وذهبت لاستشاري نفسي ولا أرى الا أن أعيش كما يعيش الإنسان الطبيعي لكن مكتئبا بعيدا عن الدين (كنت طالب علم بالدين مجتهد) لا أريد علاجا دينيا ولا أدعية أعرف العلاجات الروحانية الدينية لا أريد أن أرجع لها فهي تزيدني اكتئابا بسبب الذكريات المرتبطة بالدين والعشق ولا نصائح دينية لا أريد ...إن كان هنالك ما خفي علي من علم غير الدين فأريد أن أعرفه قد أرجع إلى ربي قبل أن أرحل من الدنيا وأنا تائب مصل لربي .أريد أن أرجع متدينا سعيدا لا إرادة لي أن أكمل الحياة ولا أن أترك المعاصي مللت ..التدين لم يفدني للسعاده إنما زاد من تشاؤمي لكثرة ما واجهت من الابتلاءات المستمرة التي جعلتني أهرب من الدعاء والصلاة أريد حلا فقد يئست لا أستطيع الانتحار ولا أستطيع أن أتفاءل بوجود شيء اسمه سعادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الرد على سؤالك نريد أولاً أن ننبهك إلى أنه قد ورد فيما كتبته ألفاظ لا يجوز للمسلم أن ينطق بها ، وذلك مثل قولك : التدين لم يفدني للسعادة ، إنما زاد من تشاؤمي لكثرة ما واجهت من الابتلاءات المستمرة التي جعلتني أهرب من الدعاء والصلاة .

وكقولك : لا أستطيع أن أتفاءل بوجود شيء اسمه سعادة .

وقولك : لا أريد علاجاً دينياً ولا أدعية
وقولك : لا أريد أن أرجع للطاعات .. وغير ذلك من العبارات التي كتبتها .

فعليك أن تتوب إلى الله من هذه الألفاظ وتعلم أن الدنيا بكاملها لا تستحق كل ما ذكرته .

وللرد على السؤال نقول لك: إننا لا نملك المعجزات وليس لنا لعلاج ما سألت عنه إلا الأسباب التي قلت إنك لا تريدها ، والتي جرب أنها تصلح لعلاج مثل حالتك . فننصحك بأن تعرض حالتك أولاً على أحد الأخصائيين في الأمراض النفسية ، ثم اعلم أن من الأسباب التي يعالج بها العشق إشعار المرء نفسه باليأس من المعشوقة ، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت إليه . فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس فقد انحرف الطبع انحرافا شديداً فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوع من الجنون .

فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء فلينظر ما تجلب عليه هذه الشهوة من مفاسد عاجلة ، وما تمنعه من مصالح .

فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه إلى النفرة عنه . فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه وليطرح نفسه بين يديه على بابه ، مستغيثاً به متضرعاً متذللاً ، مستكيناً ، ولك أن تراجع في علاج العشق فتاوانا ذات الأرقام التالية : 27626 //9360 //35554 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني